نفحات من الشعر الشعبي 14
علاقة الشعراء بالوطن علاقة وطيدة ومتينة يحتويها الحب والإنتماء والصدق والولاء لأن الوطن هو نبض القلوب وملهم الافكار ومتصدر الاهتمامات لدى كل شاعر وخصوصاً المهاجرين والتي تعيدهم اليه عصارة الحنين ومرارة البُعد
الوطن والشاعر
الوطن كلمة لاتقارن في معناها ومفهومها ومدلولها اختلفت وتفردت عن كل كلمة تحيط بالانسان وتعيش معه ويعيش معها لان الوطن جزء كبير من كيان الإنسان كونه لا يتمثل فقط بكل ما تفتحت عليه اعيانه من ارض وجبال ومساحة وتضاريس ولكنه اضافة الى ذلك هو اللغة والدين و الأهل والقبيلة والعشيرة والحضارة والتاريخ وهو ايضاً كتلة من المشاعر الجياشة التي تنتاب كل ذي حس من البشر ويفوقهم جميعاً الشاعر الذي تربطه بالوطن علاقة وجدانية وإحساس يتدفق بما يحمله من مشاعر يتم ترجتمها في كلمات مقفاه تطرب القارىء وتستهويه وتصدح بها حناجر المبدعين من ارباب الفن الغنائي الوطني.
ولأن الشعر سلاح معنوي مسلط على النفوس ومنبراّ اعلامياً فالشاعر يعيش بوجدانه مع الوطن يفرح لفرحه ويتغنى بامجاده ويدافع عنه ويقف في وجه اعدائه بكلماته ومشاعرة وتستحضر الذاكرة ابيات الاديب عبدالله البردوني وهو فيها يعبر عن الوطن بكل جوارحه
وطني أنت ملهمي هزج المغرم الظميّ
أنت نجوى خواطري والغنا الحلو في فمي
و معانيك ، شعلة في عروقي و في دمي
أنت في صدر مزهري موجة من ترنّم
و صدى مسكر إلى عالم الخلد ينتمي
و نشيد … معطّر كالربيع … المرنّم
و هتاف مسلسل كالرحيق … المختّم
وللشاعر الشعبي صولة وجولة في هذا المجال وكثير هم رموز هذا اللون من الشعر من رواد ومؤسسين ومبدعين جيلاً بعد جيل ومن الشعراء المعاصرين سنختار من فئة الشباب ممن هاجروا بأجسادهم عن الوطن وبقيت مشاعرهم تحوم في سماءه.
كل اليمن في قصيدة
استطاع الشاعر محمد عبدالله صالح النصيري المولود عام 1978م محافظة ذمار مديرية الحدا أن يجمع كل محافظات الوطن الموحد في قصيدة من روائع الشعر الشعبي بإسلوبه الجميل وامكانياته المتميزه وهو احد الشعراء المهاجرين ويعتبر من الشعراء المشهورين في مساجلات الشعر الشعبي مع مجموعة من رموز الشعر والتي انتشرت مساجلاتهم في ربوع الوطن بصوت الفنان المبدع علي صالح اليافعي
يقول ابوثابت جنيت الضيق كله والشجن
من بعدما فارقت بلقيس اليمن واحضانها
القلب متكدر وروحي ماتعافت والبدن
والنفس ملت تشتكي بالضيق من حرمانها
مسامعي لامن طرا طاري بذكرك يا يمن
تصغي لمن قال اليمن للعُرب ساس اوطانها
اعشق هواها والنسيم العذب والوجه الحسن
مفتون في شُمخ منيعه عامده وديانها
مشتاق اشم اطياب تنفح من عبيرك ياوطن
مشتاق اشوف الطير يشدو في ميول اغصانها
احب صنعاء جم واهوا لول بحرك ياعدن
وانعم بلقيا حضرموت الشامخه بنيانها
وفي تعز اعتز والقى القلب في إب ارتهن
وابين وصعده ياشذا الفردوس ياريحانها
وفي ربى لحج الخضيره انشد البلبل وغن
اما عروس البحر يسحرني رموش اعيانها
ذمار ياحضناً تدثرني عفافه واحتضن
ياتاج ل اصحاب الشهامه والكرم عنوانها
والجوف ياقلعة براقش تحفة المجد الاغن
تشهد لماضيها الحضاري والرقي حيطانها
سحر الطبيعه موطنه في حوف والمهره سكن
وواحة المحويت ربي باللطافة زانها
لو همت في حجة فما بالوم من فيها افتتن
جمالها خلاب والطيبه تعم انسانها
مأرب شموخ المجد يا أم انجبت بن ذويزن
وابنت سبأ بلقيس من خاف البشر سلطانها
والمسك من ريمه نفح حين الشذا فيها قطن
والخير من شبوه يضخ الخير من شريانها
والحليه البيضاء الجميله مايساويها ثمن
لو جابو اموال العرب ماهي ثمن فستانها
نجلاء اليمن عمران ماذا اقول ياروح التفن
يالوحه ابدع في معالم رسمها فنانها
فالحسن آيه ياسقطرة جل من صاغ الوجن
والجسم مكسي سندس اخضر والحوَر باعيانها
والضالع الوجه الذي يروي شموخي للزمن
بـ إني يماني لي شموخي في جميع اركانها
من غير أرضك ياالسعيده يستحق العشق من
اموت من اجل اليمن واحيا برفعة شآنها
مسقط الراس
قصيدة للشاعر محمد علي عمران المولود عام 1982م محافظة إب مديرية النادرة وفيها ترجم كل ما سبق الاشارة اليه في مقدمة المقال وهو من الشعراء المهاجرين عن الوطن وأحد المبدعين في كل الوان الشعر الشعبي
قمة الشــوق وأبعـاد الـزمـن والأمـاني
تلـوي العمر في جـيد الأمـل والسكينه
ينقضي عــام والثــاني وانا فـي مكـاني
يا تسـابيح فـي جــوف المهـاجر دفينه
رحلة الصيــف طـالت ياسهيل اليمـاني
لا شـتـاك أرتقـب عــاد الأسـد لا عرينه
ابسط الحرف وأسترسل جزيل المعاني
لاذكـرت اليمن! ضـاقت رحاب المـدينه
جنح الشوق وأشعل مُهجتي في ثـواني
مسقط ألراس فيــها ضُعف قلبي ولينه
ينتشـي روح وجـدانـي وهيــج كيـاني
ترتسم بهجــة العــاشق تعــانـق جبينه
فـاتنه سحـرها بـين الغـوانـي سبــاني
نسمـتك بالحشـاء يا زهـرة الـياسمينه
يمضي الشهر والخوف العميق أعتراني
من لـضى البين قلبي يــا حنينه حنينه
أعــذرينـي فـ مثـلي لا يصنـف أنـاني
انما الــوقت ذي هد الحصون الحصينه
صفـد القـلب حاصــرني وحـجـر لساني
والمشاعـر على كـــف الليـالي سجينه
احوي البين والصمت العميق احتواني
والتجــاعيـد فـي وجه السعــادة هجينه
بين الامواج حظي مثـل غيــري رماني
عـاشـق القـرب والبُعـد المحيـر قرينه
ذه علــومي وهـــذا يارفـــاقي بيـاني
في محيــط الـغـرق هـائـم بظهر السفينه
لان قــلبي ورأس الشاعر الهنــدواني
لا ذكــــرت اليمـن نـاسـه وتــله وطيـنه
السعيـدة الهـي في هـــواهــا بـــلاني
مـوطـن اليُمن والأيمـان عصمت يمينه
ربت الحسن ذا الداعي اليها دعاني
يُرخص الروح يا أم الحسن لو تطـلبينه
في ربيعك وغصن الود والبن جاني
مكتسي بـالحـــلل زينـه حــوت كــل زينه
أفتخـر كُلمــا نــــادو عليــا يمـــاني
وأرتشف من كؤوس الفخر بل من معينه
لجل عينك سهرت الليل والليل داني
وأنتـزعـت الجُمـل والفجر نـاصب كمينه
رغم الاسفار يفضل في رحابك كناني
جــــود الأيـــام تتمـــدد وترخـى سنينه
الزراعه , وصيد البحر ! دخل المواني
غـــاز , بنزين ! ثـروة عــائـده للخـزينه
لي أمل فيك من بعد الشداد السماني
وابنــك البار في الصدر الرحب تحضنينه
عــزتي فيــك بعد الله فـي كــل آنـي
أسهـر الليـل لــو بــاتت عيــونـك حــزينه
مهد تبع سلف جُرهم صدى القيرواني
منبـع العُـرب وانصــار المشفـــــع ودينه
في شموخي وفي عزي وفي عنفواني
العـــــــلاقــــات مــا بينـي وبينــك متينه
ختمها بالنبي ذكره يعطر لساني
احمـد المصـطفى تملي رحـــاب المــدينه
علاقة الشعراء بالوطن علاقة وطيدة ومتينة يحتويها الحب والإنتماء والصدق والولاء لأن الوطن هو نبض القلوب وملهم الافكار ومتصدر الاهتمامات لدى كل شاعر وخصوصاً المهاجرين والتي تعيدهم اليه عصارة الحنين ومرارة البُعد
الوطن والشاعر
الوطن كلمة لاتقارن في معناها ومفهومها ومدلولها اختلفت وتفردت عن كل كلمة تحيط بالانسان وتعيش معه ويعيش معها لان الوطن جزء كبير من كيان الإنسان كونه لا يتمثل فقط بكل ما تفتحت عليه اعيانه من ارض وجبال ومساحة وتضاريس ولكنه اضافة الى ذلك هو اللغة والدين و الأهل والقبيلة والعشيرة والحضارة والتاريخ وهو ايضاً كتلة من المشاعر الجياشة التي تنتاب كل ذي حس من البشر ويفوقهم جميعاً الشاعر الذي تربطه بالوطن علاقة وجدانية وإحساس يتدفق بما يحمله من مشاعر يتم ترجتمها في كلمات مقفاه تطرب القارىء وتستهويه وتصدح بها حناجر المبدعين من ارباب الفن الغنائي الوطني.
ولأن الشعر سلاح معنوي مسلط على النفوس ومنبراّ اعلامياً فالشاعر يعيش بوجدانه مع الوطن يفرح لفرحه ويتغنى بامجاده ويدافع عنه ويقف في وجه اعدائه بكلماته ومشاعرة وتستحضر الذاكرة ابيات الاديب عبدالله البردوني وهو فيها يعبر عن الوطن بكل جوارحه
وطني أنت ملهمي هزج المغرم الظميّ
أنت نجوى خواطري والغنا الحلو في فمي
و معانيك ، شعلة في عروقي و في دمي
أنت في صدر مزهري موجة من ترنّم
و صدى مسكر إلى عالم الخلد ينتمي
و نشيد … معطّر كالربيع … المرنّم
و هتاف مسلسل كالرحيق … المختّم
وللشاعر الشعبي صولة وجولة في هذا المجال وكثير هم رموز هذا اللون من الشعر من رواد ومؤسسين ومبدعين جيلاً بعد جيل ومن الشعراء المعاصرين سنختار من فئة الشباب ممن هاجروا بأجسادهم عن الوطن وبقيت مشاعرهم تحوم في سماءه.
كل اليمن في قصيدة
استطاع الشاعر محمد عبدالله صالح النصيري المولود عام 1978م محافظة ذمار مديرية الحدا أن يجمع كل محافظات الوطن الموحد في قصيدة من روائع الشعر الشعبي بإسلوبه الجميل وامكانياته المتميزه وهو احد الشعراء المهاجرين ويعتبر من الشعراء المشهورين في مساجلات الشعر الشعبي مع مجموعة من رموز الشعر والتي انتشرت مساجلاتهم في ربوع الوطن بصوت الفنان المبدع علي صالح اليافعي
يقول ابوثابت جنيت الضيق كله والشجن
من بعدما فارقت بلقيس اليمن واحضانها
القلب متكدر وروحي ماتعافت والبدن
والنفس ملت تشتكي بالضيق من حرمانها
مسامعي لامن طرا طاري بذكرك يا يمن
تصغي لمن قال اليمن للعُرب ساس اوطانها
اعشق هواها والنسيم العذب والوجه الحسن
مفتون في شُمخ منيعه عامده وديانها
مشتاق اشم اطياب تنفح من عبيرك ياوطن
مشتاق اشوف الطير يشدو في ميول اغصانها
احب صنعاء جم واهوا لول بحرك ياعدن
وانعم بلقيا حضرموت الشامخه بنيانها
وفي تعز اعتز والقى القلب في إب ارتهن
وابين وصعده ياشذا الفردوس ياريحانها
وفي ربى لحج الخضيره انشد البلبل وغن
اما عروس البحر يسحرني رموش اعيانها
ذمار ياحضناً تدثرني عفافه واحتضن
ياتاج ل اصحاب الشهامه والكرم عنوانها
والجوف ياقلعة براقش تحفة المجد الاغن
تشهد لماضيها الحضاري والرقي حيطانها
سحر الطبيعه موطنه في حوف والمهره سكن
وواحة المحويت ربي باللطافة زانها
لو همت في حجة فما بالوم من فيها افتتن
جمالها خلاب والطيبه تعم انسانها
مأرب شموخ المجد يا أم انجبت بن ذويزن
وابنت سبأ بلقيس من خاف البشر سلطانها
والمسك من ريمه نفح حين الشذا فيها قطن
والخير من شبوه يضخ الخير من شريانها
والحليه البيضاء الجميله مايساويها ثمن
لو جابو اموال العرب ماهي ثمن فستانها
نجلاء اليمن عمران ماذا اقول ياروح التفن
يالوحه ابدع في معالم رسمها فنانها
فالحسن آيه ياسقطرة جل من صاغ الوجن
والجسم مكسي سندس اخضر والحوَر باعيانها
والضالع الوجه الذي يروي شموخي للزمن
بـ إني يماني لي شموخي في جميع اركانها
من غير أرضك ياالسعيده يستحق العشق من
اموت من اجل اليمن واحيا برفعة شآنها
مسقط الراس
قصيدة للشاعر محمد علي عمران المولود عام 1982م محافظة إب مديرية النادرة وفيها ترجم كل ما سبق الاشارة اليه في مقدمة المقال وهو من الشعراء المهاجرين عن الوطن وأحد المبدعين في كل الوان الشعر الشعبي
قمة الشــوق وأبعـاد الـزمـن والأمـاني
تلـوي العمر في جـيد الأمـل والسكينه
ينقضي عــام والثــاني وانا فـي مكـاني
يا تسـابيح فـي جــوف المهـاجر دفينه
رحلة الصيــف طـالت ياسهيل اليمـاني
لا شـتـاك أرتقـب عــاد الأسـد لا عرينه
ابسط الحرف وأسترسل جزيل المعاني
لاذكـرت اليمن! ضـاقت رحاب المـدينه
جنح الشوق وأشعل مُهجتي في ثـواني
مسقط ألراس فيــها ضُعف قلبي ولينه
ينتشـي روح وجـدانـي وهيــج كيـاني
ترتسم بهجــة العــاشق تعــانـق جبينه
فـاتنه سحـرها بـين الغـوانـي سبــاني
نسمـتك بالحشـاء يا زهـرة الـياسمينه
يمضي الشهر والخوف العميق أعتراني
من لـضى البين قلبي يــا حنينه حنينه
أعــذرينـي فـ مثـلي لا يصنـف أنـاني
انما الــوقت ذي هد الحصون الحصينه
صفـد القـلب حاصــرني وحـجـر لساني
والمشاعـر على كـــف الليـالي سجينه
احوي البين والصمت العميق احتواني
والتجــاعيـد فـي وجه السعــادة هجينه
بين الامواج حظي مثـل غيــري رماني
عـاشـق القـرب والبُعـد المحيـر قرينه
ذه علــومي وهـــذا يارفـــاقي بيـاني
في محيــط الـغـرق هـائـم بظهر السفينه
لان قــلبي ورأس الشاعر الهنــدواني
لا ذكــــرت اليمـن نـاسـه وتــله وطيـنه
السعيـدة الهـي في هـــواهــا بـــلاني
مـوطـن اليُمن والأيمـان عصمت يمينه
ربت الحسن ذا الداعي اليها دعاني
يُرخص الروح يا أم الحسن لو تطـلبينه
في ربيعك وغصن الود والبن جاني
مكتسي بـالحـــلل زينـه حــوت كــل زينه
أفتخـر كُلمــا نــــادو عليــا يمـــاني
وأرتشف من كؤوس الفخر بل من معينه
لجل عينك سهرت الليل والليل داني
وأنتـزعـت الجُمـل والفجر نـاصب كمينه
رغم الاسفار يفضل في رحابك كناني
جــــود الأيـــام تتمـــدد وترخـى سنينه
الزراعه , وصيد البحر ! دخل المواني
غـــاز , بنزين ! ثـروة عــائـده للخـزينه
لي أمل فيك من بعد الشداد السماني
وابنــك البار في الصدر الرحب تحضنينه
عــزتي فيــك بعد الله فـي كــل آنـي
أسهـر الليـل لــو بــاتت عيــونـك حــزينه
مهد تبع سلف جُرهم صدى القيرواني
منبـع العُـرب وانصــار المشفـــــع ودينه
في شموخي وفي عزي وفي عنفواني
العـــــــلاقــــات مــا بينـي وبينــك متينه
ختمها بالنبي ذكره يعطر لساني
احمـد المصـطفى تملي رحـــاب المــدينه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق