فحات من الشعر الشعبي6
المساجلات الشعرية
مجلة اقلام عربية
العدد32/يونيو/2019م
بقلم / وليد المصري
*لقد شهدت القصيدة الشعبية تطوراً ملحوظاً ونهوضا مدهشا في آخر ثلاثة عقود حتى وقتنا الحاضر تمثل ذلك بإصدار دواوين شعبية، وما تناقلته وسائل الإعلام المقرؤه والمرئية والمسموعة الرسمية والخاصة*
المساجلات الشعرية
نمط من أنماط الشعر الشعبي ولون من ألوانه، ومعروف عنها أنها قصائد البدع والجواب بين شاعرين على نفس الوزن واللحن والقافية والموضوع والمعنى؛ ويطلق عليها البعض شعر النقائض كونها تحمل وجهات نظر متباينة لأن الشاعر البادع يختار موضوع ويعبر فيه عن وجة نظره، ويأتي الجواب يحمل وجهة نظر مختلفة مع الالتزام بالوزن والقافية، وتسمى المناظرات الشعرية والمبادلات
وتعتبر سجلاً إبداعياً يؤرخ للزمان الذي كتبت فيه وهي الأداة القوية لرصد الأحداث والوقائع بدقة ومصداقية ووضوح.
وكتب الدكتور علي صالح الخلاقي عن المساجلات في كتابه الموسوم بـ مساجلات الصنبحي والخالدي قائلاً
إن المساجلات الشعرية التي تجود بها قرائح العباقرة من الشعراء الشعبيين لا تجارى في مضمار الأدب الشعبي لأنها اقوى حجة وبياناً واكثر تشويقاً وإثارة وتستهوي العامة من الناس الذين يقبلون عليها أكثر من غيرها ولذلك نجد ازدهار هذا الفن وكثرة فرسانه.
شعراء المساجلات
اشتهر كثير من الشعراء في هذا اللون من الشعر الشعبي في فترات زمنية متعددة.. كـ القردعي وسحلول والغرسي والسوادي والقعشمي والهروجي وغيرهم، وبرز من هذه الكوكبة الشاعر شايف محمد الخالدي الذي استطاع خلال مسيرتة الأدبية أن يساجل اكثر من مائة شاعر من مختلف مناطق الوطن اليمني منهم الصنبحي والعلفي وبن كاروت والمعمري والمحبوش والقطنه والكهالي وغيرهم الكثير لايتسع المجال لذكرهم وكان يطلق عليه الشعراء وجمهور الشعر لقب أمير شعراء الشعر الشعبي
مساجلات الصنبحي والخالدي
من أشهر مساجلات الشعر الشعبي وأكثرها انتشاراً في ربوع الوطن حيث بلغت اكثر من 28مساجلة ابتداء من عام 1979م حتى عام 1998م وجميعها نقلت للمستمع مواضيع وطنية هامة وقضايا اجتماعية باسلوب راقي ومتميز استطاع الكثير من جمهور الشعر أن يحفظها عن ظهر قلب رغم طولها بعدد الأبيات وامتداد وزنها ولحنها، وكان يتشوق الجمهور لكل إصدار وينتظره بفارغ الصبر.. وقد انتهت هذه المساجلات بوفاة الشاعر الخالدي رحمة الله تغشاة نهاية عام 1998م والذي ترك فراغ كبير في ميدان السجال وساحة الشعر
وكان كل ذلك الزخم يعود لشاعرية الشاعرين وأداء رموز الفن مثل الفنان حسين عبدالناصر وعلي صالح اليافعي وكلاهما كان له دور بارز في إحياء هذا الفن من الشعر الشعبي وإشهاره وإبرازه بصورته الحقيقية
بطاقة تعريفية
-الشاعر شايف محمد الخالدي
-مواليد 1932م وادي الجاه القعيطي مديرية يافع محافظة لحج
-الشاعر أحمد محمد الصنبحي
-مواليد 1958م وادي حمرة قرية القفيلة محافظة البيضاء
-صدر عن مساجلاتهم كتاب في عام 2005م يضم بين دفتيه 250صفحة أعده وقدمه د.علي صالح الخلاقي - دار جامعة عدن للطباعة والنشر بعنوان مساجلات الصنبحي والخالدي
نماذج المساجلات
"بدع الشاعر أحمد الصنبحي"
يقول الصنبحي ياباطلـي حظـي يكوينـي
انا اشتيه الفضاء يطلع وهو لـ القاع يوطيني
وقل للخالدي مانـا عيالـي شمتـوا فينـي
مع ابني ميه لول قـال يابـه مـا تكفينـي
وقلنا ذي معي بالجيب يـا ابنـي لاتغثينـي
سر العب لك مع الجهال وتبضع بعشرينـي
خرج وانه يبشر خوه عند البـاب لاعينـي
وقال انظر هنا باروح عنـده ميـد يدينـي
وصل عندي وقال ارجوك يابه ميه تعطينـي
بسرعه يا أبه شف خوي عند الباب يدعيني
وناولته ميه من اجـل يعمـل لا يعاصينـي
وجا الثالث وجا الرابع اجو يتشعبطوا فينـي
وقلنا يا عيالي ما معي حتى ثمـن صينـي
وقالوا هات ولا هات اعطي خوي واعطيني
طلعت الديمه اشكي لـ امهم قصـدي تنجينـي
وقالت هات لي ميتيـن مخلـص للدكاكينـي
وقلنا خافي الله قد عيالـش بهذلـوا فينـي
طلعت اشكي وعادش خس من واحد طلبتيني
شكينا من عيالش قلتي انته ليـش ناسينـي
خذش ربي من الدنياء وانا ربـي يخلينـي
"جواب الشاعر شايف الخالدي"
وبعد الساع يا عازم على اول باخره كيني
جواب الصنبحي شله مع زهر البساتينـي
وقل لاحمد محمد بالنسم وينك وانا وينـي
عيالك ذي بتشكي منهم ما هـو مربينـي
تجنب شرهم من شرهم قل يالله احمينـي
عسى كم بايقع لحمك فريسه للسكاكينـي
وما دام امهم بتقول ارض الابن وارضيني
مع لوم الولد بن سوق في سته وستينـي
قده والف على جب هات عشيني وغديني
وانا اولادي عسى ربي يعافيهم وعافينـي
اذا مديت للواحد بدرهم واحـد اخزينـي
زعل مني وقال العفو يابـه لا تضرينـي
انا ماريد شي منك معاشـي بـا يكفينـي
معـك اسـره لعـا تعـمـى وتعميـنـي
انا في طاعتك مبذول ماريـدك تجازينـي
مقابل واجب ابذلته ولا بالمـال تغرينـي
ابوي انته وانا ابنك وجب يابـه تربينـي
ترويني طريق الخير ما واجب تعثرينـي
اريدك لا طريق الخير ترشدني وتهدينـي
طريق الجنه افضل من جهنم با تودينـي
كذا يالصنبحي قالوا عيالي ذي لهم فينـي
صله متواصله ما المال يفداهم ويفدينـي
وبين الشاعرين مساجلات متعددة كما سبقت الإشارة إلى ذلك، وقد تم اختيار أول مساجلة بينهما وكانت تتحدث عن أهم موضوع تعاني منه الأنظمة الإدارية في اغلب الدول وهي (الرشوه) وهي أول مساجلة بين الشاعرين وهناك الكثير من المواضيع التي تم مناقشتها في مساجلاتهم قبل اعلان الوحدة اليمنية وبعدها حتى وفاة الشاعر الخالدي والذي مثل برحيلة خسارة كبيرة للأدب الشعبي والساحة الثقافية لما له من دور في احتضان وابراز مواهب كثيرة في هذا المجال ونحن بهذه النفحة تناولنا جانب واحد من حياة الشاعرين ولهم في هذا المجال صولة وجولة وفي الوان متعددة من الشعر الشعبي ومع شعراء من مختلف مناطق الوطن اليمني.
المساجلات الشعرية
مجلة اقلام عربية
العدد32/يونيو/2019م
بقلم / وليد المصري
*لقد شهدت القصيدة الشعبية تطوراً ملحوظاً ونهوضا مدهشا في آخر ثلاثة عقود حتى وقتنا الحاضر تمثل ذلك بإصدار دواوين شعبية، وما تناقلته وسائل الإعلام المقرؤه والمرئية والمسموعة الرسمية والخاصة*
المساجلات الشعرية
نمط من أنماط الشعر الشعبي ولون من ألوانه، ومعروف عنها أنها قصائد البدع والجواب بين شاعرين على نفس الوزن واللحن والقافية والموضوع والمعنى؛ ويطلق عليها البعض شعر النقائض كونها تحمل وجهات نظر متباينة لأن الشاعر البادع يختار موضوع ويعبر فيه عن وجة نظره، ويأتي الجواب يحمل وجهة نظر مختلفة مع الالتزام بالوزن والقافية، وتسمى المناظرات الشعرية والمبادلات
وتعتبر سجلاً إبداعياً يؤرخ للزمان الذي كتبت فيه وهي الأداة القوية لرصد الأحداث والوقائع بدقة ومصداقية ووضوح.
وكتب الدكتور علي صالح الخلاقي عن المساجلات في كتابه الموسوم بـ مساجلات الصنبحي والخالدي قائلاً
إن المساجلات الشعرية التي تجود بها قرائح العباقرة من الشعراء الشعبيين لا تجارى في مضمار الأدب الشعبي لأنها اقوى حجة وبياناً واكثر تشويقاً وإثارة وتستهوي العامة من الناس الذين يقبلون عليها أكثر من غيرها ولذلك نجد ازدهار هذا الفن وكثرة فرسانه.
شعراء المساجلات
اشتهر كثير من الشعراء في هذا اللون من الشعر الشعبي في فترات زمنية متعددة.. كـ القردعي وسحلول والغرسي والسوادي والقعشمي والهروجي وغيرهم، وبرز من هذه الكوكبة الشاعر شايف محمد الخالدي الذي استطاع خلال مسيرتة الأدبية أن يساجل اكثر من مائة شاعر من مختلف مناطق الوطن اليمني منهم الصنبحي والعلفي وبن كاروت والمعمري والمحبوش والقطنه والكهالي وغيرهم الكثير لايتسع المجال لذكرهم وكان يطلق عليه الشعراء وجمهور الشعر لقب أمير شعراء الشعر الشعبي
مساجلات الصنبحي والخالدي
من أشهر مساجلات الشعر الشعبي وأكثرها انتشاراً في ربوع الوطن حيث بلغت اكثر من 28مساجلة ابتداء من عام 1979م حتى عام 1998م وجميعها نقلت للمستمع مواضيع وطنية هامة وقضايا اجتماعية باسلوب راقي ومتميز استطاع الكثير من جمهور الشعر أن يحفظها عن ظهر قلب رغم طولها بعدد الأبيات وامتداد وزنها ولحنها، وكان يتشوق الجمهور لكل إصدار وينتظره بفارغ الصبر.. وقد انتهت هذه المساجلات بوفاة الشاعر الخالدي رحمة الله تغشاة نهاية عام 1998م والذي ترك فراغ كبير في ميدان السجال وساحة الشعر
وكان كل ذلك الزخم يعود لشاعرية الشاعرين وأداء رموز الفن مثل الفنان حسين عبدالناصر وعلي صالح اليافعي وكلاهما كان له دور بارز في إحياء هذا الفن من الشعر الشعبي وإشهاره وإبرازه بصورته الحقيقية
بطاقة تعريفية
-الشاعر شايف محمد الخالدي
-مواليد 1932م وادي الجاه القعيطي مديرية يافع محافظة لحج
-الشاعر أحمد محمد الصنبحي
-مواليد 1958م وادي حمرة قرية القفيلة محافظة البيضاء
-صدر عن مساجلاتهم كتاب في عام 2005م يضم بين دفتيه 250صفحة أعده وقدمه د.علي صالح الخلاقي - دار جامعة عدن للطباعة والنشر بعنوان مساجلات الصنبحي والخالدي
نماذج المساجلات
"بدع الشاعر أحمد الصنبحي"
يقول الصنبحي ياباطلـي حظـي يكوينـي
انا اشتيه الفضاء يطلع وهو لـ القاع يوطيني
وقل للخالدي مانـا عيالـي شمتـوا فينـي
مع ابني ميه لول قـال يابـه مـا تكفينـي
وقلنا ذي معي بالجيب يـا ابنـي لاتغثينـي
سر العب لك مع الجهال وتبضع بعشرينـي
خرج وانه يبشر خوه عند البـاب لاعينـي
وقال انظر هنا باروح عنـده ميـد يدينـي
وصل عندي وقال ارجوك يابه ميه تعطينـي
بسرعه يا أبه شف خوي عند الباب يدعيني
وناولته ميه من اجـل يعمـل لا يعاصينـي
وجا الثالث وجا الرابع اجو يتشعبطوا فينـي
وقلنا يا عيالي ما معي حتى ثمـن صينـي
وقالوا هات ولا هات اعطي خوي واعطيني
طلعت الديمه اشكي لـ امهم قصـدي تنجينـي
وقالت هات لي ميتيـن مخلـص للدكاكينـي
وقلنا خافي الله قد عيالـش بهذلـوا فينـي
طلعت اشكي وعادش خس من واحد طلبتيني
شكينا من عيالش قلتي انته ليـش ناسينـي
خذش ربي من الدنياء وانا ربـي يخلينـي
"جواب الشاعر شايف الخالدي"
وبعد الساع يا عازم على اول باخره كيني
جواب الصنبحي شله مع زهر البساتينـي
وقل لاحمد محمد بالنسم وينك وانا وينـي
عيالك ذي بتشكي منهم ما هـو مربينـي
تجنب شرهم من شرهم قل يالله احمينـي
عسى كم بايقع لحمك فريسه للسكاكينـي
وما دام امهم بتقول ارض الابن وارضيني
مع لوم الولد بن سوق في سته وستينـي
قده والف على جب هات عشيني وغديني
وانا اولادي عسى ربي يعافيهم وعافينـي
اذا مديت للواحد بدرهم واحـد اخزينـي
زعل مني وقال العفو يابـه لا تضرينـي
انا ماريد شي منك معاشـي بـا يكفينـي
معـك اسـره لعـا تعـمـى وتعميـنـي
انا في طاعتك مبذول ماريـدك تجازينـي
مقابل واجب ابذلته ولا بالمـال تغرينـي
ابوي انته وانا ابنك وجب يابـه تربينـي
ترويني طريق الخير ما واجب تعثرينـي
اريدك لا طريق الخير ترشدني وتهدينـي
طريق الجنه افضل من جهنم با تودينـي
كذا يالصنبحي قالوا عيالي ذي لهم فينـي
صله متواصله ما المال يفداهم ويفدينـي
وبين الشاعرين مساجلات متعددة كما سبقت الإشارة إلى ذلك، وقد تم اختيار أول مساجلة بينهما وكانت تتحدث عن أهم موضوع تعاني منه الأنظمة الإدارية في اغلب الدول وهي (الرشوه) وهي أول مساجلة بين الشاعرين وهناك الكثير من المواضيع التي تم مناقشتها في مساجلاتهم قبل اعلان الوحدة اليمنية وبعدها حتى وفاة الشاعر الخالدي والذي مثل برحيلة خسارة كبيرة للأدب الشعبي والساحة الثقافية لما له من دور في احتضان وابراز مواهب كثيرة في هذا المجال ونحن بهذه النفحة تناولنا جانب واحد من حياة الشاعرين ولهم في هذا المجال صولة وجولة وفي الوان متعددة من الشعر الشعبي ومع شعراء من مختلف مناطق الوطن اليمني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق