"عروبة الحاضر"
جديد بن كاروت.............. ....
فلسطين هي جرح الأمة الغائر وقضيتها الأولى والتي بسبب ما لاقته من خذلان لاقى العرب الأهوال واشتد فيما بينهم القتال وكثر الجدال وفقدوا أعز الرجال، والشعراء هم لسان حال الأمة الناطق، وأبياتهم صرخت في وجه الذل والهوان في الوقت الذي صمتت المدافع أمام الأعداء وتكلمت بوجه الأخوة وأبناء الشعب الواحد، وعما آلت إليه الأحوال يقف الشاعر اليمني الكبير الأستاذ صالح محمد بن كاروت أمام كل الأحداث معبراً بكل أسى عن ماض مشرق وحاضر مؤسف ومستقبل مظلم بقصيدة من أجمل القصائد وكل حرف فيها يئن بمفرده وينادي أين العروبة؟؟؟
ولجمهور الشعر والشاعر نقدم ما جادت به قريحته وما استجد من إبداعه وللجميع التحية والتقدير،،،
وليد أبوراكان المصري..
"عـــــــــروبــــــــة الـحــاضـــــــــر "
سُود المجاهيم انحنت والـوهـن دّب
بـعِـظـامـــهـا مـاعـاد تـنـفع كـسـيبة
الــــمبـرك أضـحى للنـفـايات مـقـلـب
ولا يـهـــون الـسـامـع، أصـبـح زريـبـة
والخيل ما عـادت إلى الحرب تـرغـب
شـاخـــت وآلات الــمـعـارك عـطـيـبـة
عـروبـــة الـحـاضـر هـدفها مُـذبـذب
مـتـفـرقـة بـين التخوم الـرحــيـــبة
ضاعـت قيـمـها بـين مذهـب ومذهـب
قـلـيل مـن يخـشـى وقـــوع الـمـعيبة
دِلال مــركـيـــة ومـــوقــد مــحـــدّب
ونـار مــطـفـيـة وصحـراء جـــديــبـة
أطـلال مـــهـجورة بِـنـاهـا مّـــخــرّب
كــنـوزهـــا للـخـصـم تـذهـب ضـريـبـة
حـسرة على مجـد العـرب كيـف غيَّـب
غابت نـجـومــــه والـخـفـايـا مُريـــبـة
عـصر الـفـتـوحات انقرّض أو تـحجَّـب
وجـفـــت أفـكار الـعـقـول اللـبـيـبــــة
حـالـة غـريـبـة والـــذي صـار أغــرب!!
لـهّـفي عـلـى تـلك الـرجـال المـهـيـبة
كان الــمُـجـند كالعقــيد المُـهَّـــــيّـب
لـم يـمتطـي إلا الخيول النـجــيــــبة
كانـت لـه الـبـيـداء تـنـفُس وملـعـــب
مـاشاقته نـفسه لعـيش الـخصـــــيبـة
يـشــتاق للهـيـــجـا وللـحرب يـُطــرَب
يـعـشـق مـنايـاهـا كـعِشـــق الـحبـيبة
يـنـظـر بـريـق السـيف في جـو يـلـهَـب
كـضحـكة المــعشوق يـطــفـي لـهـيبــه
مـا كان مــتـولـع بمــأكل ومـشــــرب
الـفـرد فـي الـسـاحة يــواجــه كــتـيبة
يا مـجد تــاريخك في الدهـر مكسـب
كـانـت فـتوحـاتـك عـظيـمـة رهـيــبة
تـاريخ فـيه الكاتـب الـمُـنصِف أطـنب
وكـل مــرجـــع نــال مـنـه نـصـيـــبــه
مـا هـكذا مـوروث بالـرُخص يذهــب
بـين الـحـداثـة والطقـوس الـغـريــبـة
غـيَّب بريقه خلف ظُلـمـــات غـيـهـب
أكـبـــر خـسارة بـل وأكـبـر مصـيــبة
مـن بــعــد خـالـد والـرعيـل الـمُــدَّرب
مـثل المـــثنـى وابــن مـسلم قُــــتيـبـة
والــفـارس الـقـعـقـاع وابن الـمـهـلب
وعّـــمّـر بــن يــكرِب عـمـيد الـركـيـبة
والـسمـح بــــن مــالـــك تـولى وأدَّب
جـيـوش بـيزنـطــــة كـربـهم كـريــبـه
دمـر مـعـاقـلـهـم وشــــرَّق وغــــــرَّب
بـاتـوا مـلـوك الـــروم يـخـشوا وثـيـبـه
والـغـافـقـي دك الـبـــلاط الـمُـذَّهــــب
غَـزا فـرنـسا واصـطـلت مـن شهـيبـه
يـاقـادة الـعـصـر الـمـجيـد الـمـكـوكـب
مـن بـعـدكـم مـا عـاد قـامـت شـبــيـبة
أيـن ابــن حـنـبـل يـسمع الثّلب والسّب
ويـــــنظـر الــقــــرآن مـاذا يـصـيـــبــه
مـاذا يـقولوا عـن مـحـمـد ويُـــكـتـب
اللهُ يـــادنــيــــا أمــــورِك عـجــــيـبـة
ياااا مُـعـتصم لو تـنـظر الـوضع تغضب
الـوضـع مُـــزري والـنـوازل عـصـيــبـة
أحـفـادك أتـخـاوو مـعّ قــرد أجــــرب
صـاروا خـدم يــتبـركوا فـــي صـليبـه
يـتـسـابـقوا فـي خدمـتـه دون يتعـب
يـتـقـربــــوا مـنـه ويـخـشوا صـخيــبه
قـال المثل مـاحد يـجّـرب مُـجّــــرب
ولا يــثـق فـي شـخـص يـمـكُر قـريـبـه
باقـي أمـلـنا والــرجــى فيـك يــارب
يــسـر لــنا مـن يســتـرِد الـســــليــبـة
أرض الـعرب صارت إلى الـغـازي أقرب
والمسـجـد الأقـصى فـقِـد مـن يُجِـيـبه
كلمات الشاعر/ صالح محمد بن كاروت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق