السبت، 31 يوليو 2021

الشاعر يحيى عمر اليافعي


 نفحات من الشعر الشعبي:

نفحات من الشعر الشعبي (30) الأخيرة 


إشارات موجزة تتضمن بعض إبداعات رموز هذا اللون من الشعر، ولمحات عن سيرتهم الذاتية، ومكانتهم الأدبية كان ذلك هو الهدف من هذه النفحات، بالإضافة إلى اختيار تلك الإبداعات كنماذج لمجموعة من فنون هذا اللون من الشعر، وخصائصه الموضوعية خلال رحلة نختتمها مع رمز من رموز الشعر والأدب، وأحد رواد القصيدة الغنائية في الوطن



كثير من شعراء القصيدة الغنائية ونتيجة لعدم تدوين إنتاجهم الشعري لعدة ظروف كانت تحيط بهم في ذلك الزمن سواءً شخصية أو عامه تسبب ذلك في ضياع جزء كبير من إبداعاتهم وتعرض جزء آخر للتحريف والانتساب للغير أو لمجهول كما هو حال غالبية نصوص التراث الشعبي وشاعرنا لهذا العدد ناله ما نال غيره رغم تناوله بواسطة مجموعة من الأدباء اليمنيين والعرب في كتاباتهم، ومدوناتهم، وإصداراتهم التي تحدثت عنه وعن تاريخه الكبير، ورغم شهرته واتساع نطاق انتشار قصائده.



الشاعر يحيى عمر الجمالي (اليافعي)


-لاتوجد معلومات مؤكدة عن تاريخ ميلاده إلا إن أغلب المصادر تتفق على أنه ولد في العام الهجري 1062 وتوفى عام 1152هـ تقريباً

وهو ينتمي لقبيلة يافع التابعة  لمحافظة لحج 


- شاعر، وفنان، وملحن جاب البحار والديار في أكثر من بلد عربي وأجنبي، وترحاله المستمر كانت تعبر عنه قصائده وكان الحنين إلى موطنه يجعله لا ينساه في أكثر من قصيدة، ولا زالت الألسن ترددها ورموز الفن تتغنى بها وعلى مدى أربعة قرون.

وقد جاب كثيراً من المدن والمراسي في اليمن والجزيرة والخليج العربي. وكان المهجر الهندي أخصب مراحل حياته الشعرية والفنية، بل والشخصية، فقد تزوج هناك من جاليه يمنيه من أهل حضرموت وعاش أكثر من 16عاماً وأجاد اللغة الأورديه والغناء الهندي وكان الهنود يطربون لألحانه التي يغنيها ومن هنا نستنتج كثرة الحكايات عن مغامراته العاطفية وإعجاب الفاتنات الهنديات به وبفنه، وقد تنقل بين كلكتا ومدراس وحيدر اباد ودلهي وممبي وبونا وغيرها من المدن الهندية التي عرفها وعرفته شاعراً عاشقا وعازفا وملحناً وفناناً يأسر الأنفس ويشجي قلوب العاشقين. ومع كثرة أسفاره في الهند أو في غيرها من البلدان والمدن والمراسي التي قصدها أو مكث فيها في تنقلاته وأسفاره الكثيرة، فإنه لم يقطع صلته بوطنه.


- شاعر تتجدد أبياته بمضمونها عبر العصور لما تحتويه من ولع وهيام، وآهات وأشجان، وتعابير تنفذ إلى النفوس فتطربها، ومن روعتها لا تصنع حاجزاً بينها وبين المتلقي في عموم الجزيرة العربية. 

قصائده:

- يحيى عمر يعتبر مدرسة شعرية وفنية، وليس من السهل إنصافه في مقال محدود، وتعتبر هذه الإشارات لمحة عن أحد رموز الشعر الشعبي الحاضرين في وجدان الشعوب جيلاً بعد جيل


نماذج من قصائده


"شفت خلّي بدا لي"


قال يحيى عمر يوم   السعادة والافراح

شُفت خلّي بدا لي

راعي الهيكل المحلي   وله حجل صياح

يا قمر يا هلالي

لا يغرك شبابك   والهراء والتمداح

لا لحد قلب سالي

قلت يا راعي الغرسين   حل التشراح

صرفتك حرف بالي

ساهني الهوى مطلق   لمن جا ومن راح

ما رواكم نصالي

مركب الهند شاحن من   قرنفل وتفاح

قلت ذا لك وذا لي

ذا خرج فصل والثاني بصوت الغنا ناح

ذي سجع سل حالي

ناح ذكرني أيام  الصفا والتفساح

حتى ذيك الليالي

هاش عقلي وصوب القلب ماكن وسياح

عذب ما له مثالي

جعده أسود أدق راوي   وبالطيب نفاح

فوق متنه رسالي

خشم خنجر سلب مزعول   لا صاح صياح

للبلا والقتالي

مبسمه مثلما بارق   دجا ليل لماح

فوق روس الجبالي


"الجوده لها موضع"


يقول ابو معجب الجوده لها موضع

كموضع الدر والتبر الذي موزون

والقبيله والكرم والجود لـه منبع

مثل المعادن لها في شأنها عرجون

لا تصحب إلا الذي في حاجتك ينفع

عزام جزام ما يخرج عن القانون

واحذر من الفسل لا ينفع ولا يشفع

ولا تلاقيه واسمه عندنا الكيهون


"قف يازين"


يحيى عمر قال قف يازين

سالك بمن كحل اعيانك

وشكلك بالحلل شكلين

وشل لولك ومرجانك

من علمك يا كحيل العين

من ذا الذي خضب ابنانك

وأنت يا بارز النهدين

وقفت انا تحت روشانك

الورد شفته على الخدين

وهو مطرح على اوجانك

لا ذقت حبه ولا ثنتين

ما شفت وردك ورمانك

حملت يحيى عمر حملين

وصار تعبان من شانك

يامركب الهند بو دقلين

يا ليتني كنت ربانك

بادخل بك الشام والبحرين

واحمل المال في خانك

با نقسم الفايده نصفين

الله يخون الذي خانك

لك قسم في قسم في قسمين

وقسم زايد على اخوانك

يا ليت لي في حياتك دين

باسير واجي على شانك

ختم القصيدة بذكر الزين

بكره نقيل بديوانك

:


ليت الهند في يافع


يحيى عمر قال ليت الهند في يافع

أو ليتكم بأرض يافع يا اهل هندستان

ما كان أنا شي من أهلي والبلد ضايع

وانْ سِبْتُكُم قال لي ذا القلب عُود الآن


وكم وَنَا بالمراكب نازلاً طالع

تلعب بي أمواج بحر اللُّول والمرجان

ما شي لبحر المحبَّه والهوى رادع

لو هاج يسري به العاشق عجب ولهان

به هِمْتْ من صُغر سنّي خط لي جازع

بالحُب رحَّال ما بالحُب شي نُكران

والليله انضقت وأمسى نومها فازع

كيف الخبر كيف يا ذا الهندي النعسان

ذكَرت واشتاق قلبي لا جبل يافع

مُشتاق للأهل والأحباب والخلاَّن

للأرض ذي حلَّهَا كَم مِن نمر شاجع

لضيفها نور أما للعِدا نيران


"الحب حالي"


أبو معجب يقول العشق حالي 

ولكـن عـــــاد له نزله وطلعه

وله أيضاً سهر طــول الليالي 

ودمـع العين دمعه فوق دمعه

ومن حب الصبـــايا لا يبـــالي 

ويخضـع للهوى ألفين خضعه

ولا يختـاف من طعن النصـالي 

ولا تدخل معه في القلب فجعه

أنا يااهــل الهوى قلّ احتيالي

حبيبي ما اعترف لي كيف طبعه

ملكني هاشني زيـن المشالي 

وقطّــــع مهجتي سبعين قطعه

أنا المملوك له حـالي ومالي

وكلّي صرت في طاعه وسمعه

وقامه مثـــل الأغصان الطوالي

سقى الله طينها من كـل فرعه

وله عينين صنعة ذي الجلالي 

تمـــــاوج دمعها كرعه بكرعه

جبينه مثلما بـــدر الهــــلالي 

يعــــاند في المسامر كل شمعه

وعجزه ميل أبو سبعه دقالي 

تســافر للمخاء سرحه ورجعه

وريقه طبّ لَكْبـاد العـــلالي 

عسل جردان صافي وسط شرْعه

وعنقه مثلما عنق الغــــزالي 

نكـــع من قانصه عشرين نكعه

وصلى الله على بــدر الكمالِ 

محمد ذي عطــــــــاه الله شفعه


"الغزال اليفرسي"


يا الله يا مخضر أغصان اليبُوس

سالك تسامح خطأ ذنب المُسي

يا رب خارجتنا من كل بُؤس

في ساعة الضيق كُن لي مؤنسي

وأذكر نبي كلما هَبّ النَّسُوس

وما قرأ قارياً في المدرسي

يحيى عمر قال عذبت النفوس

لمه لمه يا الغزال اليفرسي

خلَّيت يحيى عُمَرْ يردف نهُوس

يبات سهران جنح الحندسي

يشكي ويبكي وينظمها هجُوس

أبيات نظم الغزل من هاجسي

عليك يا غُصن في الحائط ينُوس

يا خوط بان القنا يا مايسي

فَتْفَتّ قلبي وقطَّعته بموس

من حين تقبل بحُزبه شركسي

سعيد مَنْ كان في خدَّك يبُوس

وفي نعيم البدن يتلمَّسي

وإلاَّ عسى لي يقع عندك جلوس

نذكِّر القلب فيما قد نسي

يا من جعيدك على أمتانك سلوس

مُعَرْكَس أرْكَس نَكَس به مكتسي

وغُرَّتك قاهرة ضوء الشموس

والبدر يمسي عليها حارسي

ما واجب أقراص ترمينا نكُوس

سهوم مسموم حربان ادرسي

والموت بأعيانه الدّعْج النعُوس

حمراء سكارى فواتر لُعَّسي

يطلق جُلَيْلات من طرفه خِمُوس

من العيُون الفتور النُّعَّسي

والأنف خنجر لقطَّاع الرؤوس

في يد شاجع جَبَر متحمّسي

وخدود نابت بها ورد الغروس

مترنجه من زهور الرَّنجسي

ومبسمه مثلما برق الغلوس

اسقى بساتين كانت يابسي

وريقه السلسلي سُكَّر نقُوس

بين الجَنَس والشفه يتمسمسي

والعنق جفَّال في المرعى يحُوس

يشرب صَبَا خير مِنْ عذب الحِسِي

والصدر ميدان للضُمَّر تدُوس

خيُول عباس كمَّن فارسي

وأكعاب يشكين من أزرار اللبُوس

ومن عقود الذهب والسُندسي

والبطن سُوسي لمن عَدّ الفلوس

غريب الاجناس شغل البهنسي

والخصر ميَّال من عُود البنُوس

لا هَبّ ريح الصبا يتغليسي


المصادر 

ـــــــــــــــ

1- د.علي صالح الخلاقي عبر صفحته الشخصية(facebook)

2- مدونة الكاتب جمال السيد بصفحات الويب

3- منتدى المجلس اليمني www.ye1.org

4- موقع البعد الرابع

http://albaud4.net

السبت، 3 يوليو 2021

تنبؤات شاعر

 تنبؤات شاعر  قبل أغرب ضيافة في التاريخ(١)


يالله طلبناك الرضى والمغفره قبل الحساب

باندخل الجنه وبايشفع لنا طه الحبيب


بارق لما من داخل المشرق وبيحان القصاب

في علمه المكنون يعلم ربنا من با يصيب 


ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ 


1- قائل هذه الأبيات هو الشيخ ناجي بن يحيى القاضي أحد مشائخ قبيلة خولان الذين اشتهروا بإستقامتهم وصلاحهم، 

وقد كتبها قبل أيام من حضوره الى جنوب الوطن ، والتي حاول أن يعتذر عن الذهاب  بسبب انشغاله، ولكن إصرار الآخرين على إصطحابه معهم والحاحهم عليه جعله يرضخ لهم ويغادر منطقته (السهمان، خولان) 


وبعدها بأيام وتحديداً في تاريخ 21 فبراير 1972م 

خمسه وستون شيخ من قبيلة خولان قضوا نحبهم مغدورين وهم ضيوف على مائدة الحزب الإشتراكي، وكان من ضمنهم قائل الأبيات السابقه


وكان السبب لعزم مشائخ خولان إلى عدن وحكومتها هو شعورهم أن السعودية جعلت منهم مجرد عساكر مأجورين لمحاربة الجمهورية التي أعترفت بها السعودية بعد ذلك دون أن تضع لهم حساب وكانوا يهدفون إلى اللقاء مع جمهورية الجنوب والتحالف معها لمحاربة السعودية وتزويدهم بالمال والسلاح لهذا الغرض. 


وفي منطقة المقصرة في الشمال الغربي من بيحان، تم إعداد مخيم الإستقبال وطعام الغداء، وقد تم وضع ألغام ناسفه تحت الفراش وموائد الطعام، وحيث أن العادة في أسلاف وأعراف المنطقه أن يتركوا الضيف يتناول طعامه وحيداً فقد خرجوا جميعاً وتركوا وحده، وما إن غادر آخر رجل حدود الخيمة حتى دوت أصوات الانفجارات المدويه الهائله في جميع ارجاء المخيم ثم انهال وابل كثيف من الرصاص في خطه محكمه لقتل من تبقى على قيد الحياة من الضيوف. 


وهكذا شهدت المقصره أغرب ضيافة عربية أصيلة يأبى اليهود والنصارى القيام بها وتنكرها الاعراف والاسلاف والديانات والشرائع السماويه.


المصدر 

ـــــــــ

كتاب بعنوان شهادة من الريف للشيخ علي بن علي الرويشان-1997م صنعاء 


ــــــــــــ

#أبوراكان_المصري

الجمعة، 2 يوليو 2021

رمضان والشعراء

 نفحات من الشعر الشعبي ٢٨

مجلة أقلام عربية 

ابريل ٢٠٢١

وليد المصري


يستقبل الشعراء الشهر الكريم بمشاعر صادقة دفاقة بالحب، ويسطرون حروفهم التي تترجم أحاسيسهم النبيلة، والتي تعبر عن مدى ابتهاجهم بقدومه، واستشعارهم بفضله والخير الذي يأتي معه.


رمضان والشعراء  


رمضان خير الشهور، وأيامه خير الأيام، ولياليه فيها الأنس بالذكر والابتهال والمناجاة للخالق عز وجل.

والشعراء من أكثر الناس احتفالاً بهذا الشهر الكريم ، يعيشون معه أجمل اللحظات ويعبرون عن مدى اعتزازهم بما يحتويه من فضائل تفرد بها عن غيره من الشهور، وفيه استذكار لمواقف إسلامية تاريخية حدثت تسجلت فيها أعظم الانتصارات .

وهو أيضاً محطة لتجديد الدعوة للأمة لنبذ الفرقة، والخلاف والتشتت والنزاع الحاصل بين أبنائها.  


ونختار لموضوعنا شاعرا عبر عن ابتهاجه بحلول الشهر الكريم بطريقته الخاصة وأسلوبه الرائع.


الشاعر أحمد علي صالح العيوي 


مواليد ١٩٧٢م محافظة البيضاء قبيلة قيفة، 

ويعد من رموز الشعر الشعبي اليمني وله ديوان شعر إلكتروني بعنوان أحاسيس الحروف وديوان آخر بعنوان تحت أمطار الربيع


نماذج من أبياته الرمضانية 


تـشتاق  الارواح للشهر الفضيل

وتـبتهج  فـي قـدومه كـل عام


ياسعد ساجد في الليل الطويل

وايـقظ مـنامه بـساعات القيام


وسـعد  صـايم نـهاره والأصيل

مـن احـتسب بـالتعب لله صام


يـاراجي الـعفو من كف الجليل

تـفقر  لـجوده مـخازين الـكرام


سبحان من جاد بالعفو الجزيل

جـواد مـعطي هو العفو السلام


"شهر الغفران" 


في كل عام الله يكرمنا

بشهر فيه العفو والغفران


يالله لهذا الشهر بلغنا

وامنن علينا الأمن والإيمان


ياربنا لك شهرنا صمنا

وأنته رجانا ياعظيم الشأن


اغفر ذنوب ادمت كواهلنا

واجسادنا اعتقها من النيران


يالله من ماقد مضىٰ تبنا

ونرتجيك العفو من ما كان


عاد الأمل في رحمتك زدنا

غاية طمعنا جنة الرضوان


يالله في جناتك اكتبنا

رجح عملنا داخل الميزان


"شهر الصيام" 


شهر الصيام اقبل بريحة نسيمه

لـه  مـنزله كـبرىٰ وفضله عظيم


الـعفو  مـنكم يـالوجيه الـكريمه

وأحنا وياكم تحت رحمة رحيم


جـروحنا الـمستحدثه والقديمه

قـالـت  شـيـمنا بـانسيها دسـيم


الـقلب  صـافي والـنوايا سـليمه

سامحت غيري والمسامح كريم


"ضيف في رأس السنه"


يامرحبا ضيف في رأس السنه

حـيا عدد  قـطر وأمزان الغيوم


يـرحب على الميسره والميمنه

حـيـا  بـوصـله وحـيا بـالقدوم


هـو ضيف ما يبدي إلا بأحسنه

طاهر ولا يرتضي عيفه وشوم


الـنـفس تـحتاج كـبح الـهيمنه

والصبر مطلوب ساعات اللزوم


وإبـليس  واجـب عـلينا نـلعنه

وكــل  صـعبة  تـسهل بـالعزوم


مـن  يـتبع إبـليس هـذا ديـدنه

مـايغوي  إلا الـمهابيل الـغشوم


صـوم الجوارح وصوم الألسنه

أمـا بطون  الـبشر هي با تصوم


والـخـير  مــن  ربـنـا بـانـسهنه

ونـعمة الله مـن فـضله تـدوم


https://drive.google.com/file/d/11Hs6rLd2a4F9l1CUYOvO6e1faurXr6gk/view?usp=drivesdk


الشاعر حسين أبوبكر المحضار

 نفحات من الشعر الشعبي:





نفحات من الشعر الشعبي ٢٦

مجلة اقلام عربية 

العدد52 فبراير 2021

بقلم /وليد المصري


الشاعر حسين ابو بكر المحضار 


لقد امتلك وجدان أبناء وطنه بأغانيه العاطفية والوطنية، وهدهد مشاعرهم بألحانه العذبة الأصيلة، وقام بدور لا يُنكر في حماية كلمات الأغنية المحلية والعربية من الإسفاف الذي أصابها، مؤكداً أن الأغنية العاطفية كالأنشودة الوطنية تعبير راقٍ يسمو فوق الغرائز، ويرتفع بها، وأنها إدانة ناصعة للكلمات البذيئة المغرقة في التفاهة والإسفاف


الشاعر حسين ابوبكر المحضار 


هو أحد أبرز شعراء الأغنية اليمنية بلونها الحضرمي ومن الملحّنين البارزين فيها. رفد الساحة الأدبية والفنية على مستوى الأقليم اليمني والجزيرة العربية بأجمل القصائد وأعذب الألحان ذات الطابع الحضرمي 


- مواليد عام 1930م في مدينة الشحر محافظة حضرموت 

- بدأ حياته العلمية بدراسة القرآن الكريم على يد أبيه ثم التحق بالمدرسة الابتدائية وأمضى فيها سنوات أربعاً، ثم انتقل بعدها إلى رباط الشحر وهو بمثابة معهد ديني قضى فيه ستة أعوام تعلم خلالها علوم الدين من فقه وحديث وتجويد، كما درس العلوم الأدبية كالنحو والبلاغة والأدب.


- نشأته الأدبية: ظهرت ملكة الإبداع الشعري لدى المحضار  في سن مبكرة لم يتعدَّ عمره وقتها الثانية عشرة وكان السبب في ذلك ولعه بالاستماع الى أصوات المغنيات الشعبيات وهن يغنين ويُرددن الأغاني الشعبية الحضرمية ذات الإيقاعات المختلفة


- تلك الصور الجمالية الزاخرة بها قصائد المحضار من تشبيهات وجناس بديع هي التي جعلت من قصائده لوحة فنية كاملة الألوان والتعابير فجاءت قصائده ناطقة صادقة بجمال حسه وعذوبة منطقة وخياله الخصب


- شكل مع الفنان أبوبكر سالم بالفقيه ثنائياً فنياً وصلت شهرته الى كل البلدان العربية 


- توفي الشاعر حسين ابوبكر المحضار في 5/فبراير/2000م بعد رحلة من العطاء الأدبي السخي تمثلت في خمسة دواوين شعرية هي ابتسامات العشاق، دموع العشاق، أشجان العشاق، حنين العشاق، وداع العشاق والأخير لم يزل مخطوطاً


"نماذج من قصائده"


"من قال محبوبتك من قلت اليمن"


حبي لها رغم الظروف القاسية رغم المحن

حبي لها أمي سقتني اياه في وسط اللبن 

إن عشت فيها لاجلها عانيت 

وان غبت عنها كم لها حنيت 

والحاصل ان الحب شي ما له ثمن 


أحببتها في ثوب بالي عيف أبلاه الزمن 

أحببتها والسل فيها والجرب مالي البدن 

وسكنت معها تحت سقف البيت 

وكل ما أنّت أنا أنًيت 

وصبرت حتى طاب عيشي والسكن


واليوم قدها لابسه الزينات والثوب الحسن 

ما بارميها نهب للحنشان والا للدفن 

عن حسنها بعمى عيون السيت 

ان شط بسكب في عيونه زيت 

مهما شغف قلبه بها والا افتتن 


باخلص لها اخلاص عاشق في هواها مؤتمن

ما باصبر فيها على باطل ولا بعبد وثن 

باحل بها من حيث ما حليت 

وان عاهدتني بالعهود أوفيت 

وان خان حد لابارك الله في الخين 


"الخيانة"


تحملنا المصايب كلها إلا الخيانه 

حمولتها ثقيلة ما وسعها الخن 

رميناها نفلناها عطيناها العدانه

هنيئاً للكلاب الحمر لا عّدّن

وهذا قده رأي أحسن 

لأن الجود ما ينفع مع الخائن ولا الاحسان

إذا قل الوفاء وايش عاد بايبقى مع الإنسان


وبالمعروف عاملته وساعه بالزيانه 

حِسِبْنا العيف بالمعروف يتزيّن 

وتمّى العيف حيته عيف واقف في مكانه

وكل ماله نزل في الغوط وتمكّن

وحل في الغش واستوطن 

ومول الغش حاشا يقبلوه الناس في الاوطان

إذا قل الوفاء واش عاد با يبقى مع الإنسان


"طوف على صنعاء وعلى عدن ياطير"


عاد الفرح والنصر والوحدة 

بعد التعب والقهر والشدة 

صبرت عقب الصبر جاك الخير


معاد فوقه فخر مابعده 

سلم عليك الدهر مد يده

وقال راح الفقر راح الضير 


لا سور حول القصر لا سدة

عارغم أهل المكر والرده

لي همهم في الزاد بس والمير


تفتحي يا زهر يا وردة 

نالي بذرت البذر من مده 

بإرادتي لم أعتمد ع الغير


"بو جناحين"


شلّنا يابوجناحين   الى عند المحب حتى في الشهر ليله 

باشكي حالي ويشكي بحاله   الله يفك على كل مرصون

ماقدر ع البعد سنتين  وإن مرت سنه مرت عليٌَ ثقيله

حالتي في البعد يا خس حاله    دايم ونا حاير ومشطون

الهوى وينه ونا وين   شف بيني وما بينه مسافه طويله 

كلما حاولت نقطع حباله   حسيت عاد القلب محنون 

طيف من اهوى ملا العين  والتذكار له في كل مسمر وقيله 


"قلبي من الفرقه كما الريشه"


ياطير ياضاوي إلى عشك 

قل لي متى باضوي الى عشي 

مليت شفنا هذه العيشهة


تسرح وتضوي وأنت في أرضك 

يا ريتنا مثلك عمدت ارضي 

حتى ولو جمّال عالهيشة


كم قلت للركاب من قبلك

باسير شِلوني الى خِلّي

حتى لقوني طرد في خيشه


القلب عالاوطان يتحرك 

والعين من جور الجفا تبكي 

والرأس عاده فيه تنعيشه


لاني محب مافي المحبة شك 

لكنني لاعند من باشكي 

الله يعلم حالتي إيشه 


"ياساري الليله"


ياساري الليله لماذا سريت 

هلاّ لهذا الأمر داعي 

مالك اذا ما لاح بارق بكيت 

أشبه بملسوع الافاعي 

إن كنت بالحب اليماني ابتليت 

واصبحت له عبداً مطاعي 

اصحى رعاك الله ها قد اتيت 

الى مكان الاجتماعي 

هل ذلك الحب الذي به ادعيت

والعشق في صنعاء اصطناعي 

لا والذي قد شاد للعُرب بيت 

وأرسل اليهم خير داعي 

انّي لها صادق بكل ما بديت 

وما خفيته في ضلاعي 

سمعت عن صنعاء ولما رأيت 

رأيت أكثر من سماعي 

الفن له فيها عماره وبيت 

والحب خصبت له مراعي

من حضرموت الخير بالبشر جيت

ناشر على الوحدة شراعي 

اللي بها فوق السماك اعتليت

وازداد في الناس ارتفاعي 


"يا ريت يرجع لي الزمن ذاك لي فات"


الصبر لا جاوز حدوده قتل

قل لي صبر إن رمت قتلي 

ماحد صبر مثلي ولا حد حمل 

في بحر حبك مثل حملي 

يافاتني قل لي 

هل عاد شي في الحبل لفات 


يكفي إذا حصلت منك مظل 

في قصر عالي با نظلي 

والا سمر لا الشهر شرع وهل 

بعيد عن أهلك وأهلي 

شملك مع شملي 

بايجتمع من بعد اشتات 


فكري وعقلي في هواك انشغل 

وأصبحت بين الناس شغلي 

والعظم دقيته من أجلك وصل

وانته قطعت اليوم وصلي 

في عشقتك مبلي 

والعشق ماهو بالدعايات 


خابت محبه آخرتها فشل 

من أجلها سيبت فشلي 

والحب بلوى ياحسين القبل 

عذّب أمم قبلك وقبلي 

وليش متعلي 

شف عاد للأيام نكسات 


المصادر 

ــــــــــــ

١-مقال لـ د.عبدالعزيز المقالح، صحيفة ٢٦سبتمبر، العدد٨٩٣،بتاريخ ١٠/٢/٢٠٠٠

٢-موسوعة شعر الغناء اليمني في القرن العشرين ج٢،ص ٢٤١،ط٢


معاني بعض الكلمات

ـــــــ


الخن: هو المكان الذي يوضع فيه حمل السفينة

العدانه: هي موضع القمامة 

تمى: بقي 

الغوط: المكان العميق 

المير: كثرة العطاء 

مرصون: مقيد

مشطون: قلق

الهيشه:  الأرض القاحلة

تنعيشه:  نخوة  

اصطناعي: أي صنعتي وليس بمعنى مصطنع

السماك: نجم يضرب به المثل في الارتفاع

فشلي: عملي 

القبل: الوجه

الشاعر محمد أحمد منصور نصر

 نفحات من الشعر الشعبي ٢٧

مجلة اقلام عربية 

مارس٢٠٢١

وليد المصري 



نفحات من الشعر الشعبي ٢٧


في هذا العدد نحن أمام شاعر كبير، يمتاز شعره بغزارة المادة وبكثرة الموضوعات المطروقة في مختلف المناسبات والحالات الذاتية والاجتماعية، وهو شاعر رقيق الحاشية حرص في جانب من أشعاره على ملامسة قلوب أهل العشق من خلال القصيدة الحمينية العامية والتي هي جوهر موضوعنا لهذا العدد 


الشاعر محمد أحمد منصور 


-مواليد 1930م في منطقة العنسيين مديرية ذي السفال محافظة إب

-تلقى العلم في مدرسة ذي السفال  على يد الأستاذ عبدالباقي مقبل.. 

وقرأ العربية على يد والده الشاعر أحمد منصور نصر.. 

-تقلد عدة مناصب سياسية كما كان محافظاً لمحافظة البيضاء، وعضواً في مجلس الشعب، ثم عضواً في المجلس الاستشاري وهو من الأعلام البارزين في المجتمع اليمني. 

-له ديوان شعر بعنوان (الاعمال الكاملة) قدم له الأستاذ الدكتور حسام الدين الخطيب. 



نماذج من قصائدة 


أهلاً وسهلاً نجم أول الصيف 

يابدر في وسط السماء على الكيف

رنا بأجفانه عليّ كالسيف

حتى شطر باللحظ قلبي أشطار 


أهلاً بمن حَيّا ومن تخَطّر 

يانجم أشرق في السماء وأسفر 

وعاد صدر الحب ما تزرر

يا عطر في موسم ربيع الأزهار


أهلاً وسهلاً بالغزال الاحور

ياورد في عمر الزهور الأصغر

ياغصن من فوق الغصون أخضر

ومن بحسنه في القلوب أمار


وعندما سلم وقُلتُ مرحب

خلت السماء أهدت اليّ كوكب

والشمس تطفا في الخدود وتلهب

ومن سما نحره قد أطلع أقمار


وكم شدفني عندما تبسم

والثغر للماس الصغير منجم

مثل الهلال قد لاح داخل اليم

حين قسّم اضواءه بموج الأبحار


وحينما شاهد فؤادي التاع

والدمع قد أروا التراب في القاع

وقال حبك قد ظهر وقد ذاع

وما ألذ الحب لو بقى اسرار


وشار إلى خده وقال لي الثم

فذاب قلبي كالرحيق في الفم

وكاد يجمد في عروقي الدم

ياليت لا أوما ياليت ماشار


مسكين انا ضيعت فيك عمري

يابدر من فوق السحاب يسري

نزحت عن قلبي شقيت صدري

أين شا تسير قلبي وراك سيار


شا اتخيلك لما الصباح يطلع

حين كان قلبي في هواك شرّع

وعاد خيط الحب ماتقطع

ولا سعا واشي ولاعذول جار 


وحينما شرفت إلى مكاني 

وكان حبك قد عقد لساني 

وانا أموت من جور ما أعاني 

ما غير دمعي في الخدود مدرار


حاولت أن انساك في هجوعي 

لما سقيت الأرض من دموعي 

لكن قلبي من لظا ولوعي 

واصل تنهاده من التذكار 



آه ياربة الحجاب 


آه ياربة الحجاب 

ماعلى الشمس من نقاب 

لوتغلفتِ بالسحاب 

لرنا طرفكِ الكحيل 


آه من حُبكِ الكبير

كم أرى المبسم الصغير

من ورا الملثم الحرير

خط في الأفق كالأصيل 


والشعورُ الذي انسكب 

مثل أسلاك من ذهب 

أو كأوتار للطرب 

يسكب اللحن والهديل 


فاسمعي أنة الطريق 

من صدى خطوك الأنيق 

ذكرت حُبها العميق

حين خطر قدك النحيل 



من يبلغ سلامي 



من يبلغ سلامي ويبعث بالخبر

للأحباء في سفح صنعاء 

حيث ما الجو مشرق وعائم بالزهر 

والحسان كالظبا فيه ترعى 


ماسباني سوى أهيف على ثغره درر

قد تكلل بأزهار نيسان 

إن يمر مثلما الغصن أو يطلع قمر 

فتنة الله للأنس والجان 


قد نهبني فؤادي ولكن ما قدر 

انني أترك أحبه بلادي 

هم بفكري وقلبي وسمعي والبصر 

كيف أترك حبيب في فؤادي 

أو خطر سارت الناس من حوله زمر

واعتلى الطير صادح وشادي 


وانا اسألك ياطير 


وانا أسألك ياطير في صوتك الحالي

تبلغ المحبوب شوقي وأشجاني

طلبت بالهاتف ما جابني إنسان 

حنين مترادف من قلبي الولهان 

وكلما دقيت يرد لي مشغول 

مسكين أنا أنجريت بحبه المجهول 

وحينما أتذكر جماله الفتان 

أكاد أنا أسكر من كسرة الأجفان

وعندنا تصدح بلابل الأسحار 

اشاهده يسبح في موكب الأقمار

شاذوب أنا أنغام من وحي إلهامك 

واعيش بالأحلام في ظل أيامك 



المصدر: 

موسوعة شعر الغناء اليمني في القرن العشرين،الطبعة الثانية ٢٠٠٧،الجزء ٦

الشاعر أحمد عمر مكرش

 #قصيدة_وشاعر  #الشاعر_أحمد_عمر_مكرش #مجلة_أقلام_عربية العدد (96) ديسمبر 2024م إعداد وليد المصري  الشاعر أحمد عمر مكرش، مواليد عام 1938م بقر...