الجمعة، 2 يوليو 2021

الشاعر حسين أبوبكر المحضار

 نفحات من الشعر الشعبي:





نفحات من الشعر الشعبي ٢٦

مجلة اقلام عربية 

العدد52 فبراير 2021

بقلم /وليد المصري


الشاعر حسين ابو بكر المحضار 


لقد امتلك وجدان أبناء وطنه بأغانيه العاطفية والوطنية، وهدهد مشاعرهم بألحانه العذبة الأصيلة، وقام بدور لا يُنكر في حماية كلمات الأغنية المحلية والعربية من الإسفاف الذي أصابها، مؤكداً أن الأغنية العاطفية كالأنشودة الوطنية تعبير راقٍ يسمو فوق الغرائز، ويرتفع بها، وأنها إدانة ناصعة للكلمات البذيئة المغرقة في التفاهة والإسفاف


الشاعر حسين ابوبكر المحضار 


هو أحد أبرز شعراء الأغنية اليمنية بلونها الحضرمي ومن الملحّنين البارزين فيها. رفد الساحة الأدبية والفنية على مستوى الأقليم اليمني والجزيرة العربية بأجمل القصائد وأعذب الألحان ذات الطابع الحضرمي 


- مواليد عام 1930م في مدينة الشحر محافظة حضرموت 

- بدأ حياته العلمية بدراسة القرآن الكريم على يد أبيه ثم التحق بالمدرسة الابتدائية وأمضى فيها سنوات أربعاً، ثم انتقل بعدها إلى رباط الشحر وهو بمثابة معهد ديني قضى فيه ستة أعوام تعلم خلالها علوم الدين من فقه وحديث وتجويد، كما درس العلوم الأدبية كالنحو والبلاغة والأدب.


- نشأته الأدبية: ظهرت ملكة الإبداع الشعري لدى المحضار  في سن مبكرة لم يتعدَّ عمره وقتها الثانية عشرة وكان السبب في ذلك ولعه بالاستماع الى أصوات المغنيات الشعبيات وهن يغنين ويُرددن الأغاني الشعبية الحضرمية ذات الإيقاعات المختلفة


- تلك الصور الجمالية الزاخرة بها قصائد المحضار من تشبيهات وجناس بديع هي التي جعلت من قصائده لوحة فنية كاملة الألوان والتعابير فجاءت قصائده ناطقة صادقة بجمال حسه وعذوبة منطقة وخياله الخصب


- شكل مع الفنان أبوبكر سالم بالفقيه ثنائياً فنياً وصلت شهرته الى كل البلدان العربية 


- توفي الشاعر حسين ابوبكر المحضار في 5/فبراير/2000م بعد رحلة من العطاء الأدبي السخي تمثلت في خمسة دواوين شعرية هي ابتسامات العشاق، دموع العشاق، أشجان العشاق، حنين العشاق، وداع العشاق والأخير لم يزل مخطوطاً


"نماذج من قصائده"


"من قال محبوبتك من قلت اليمن"


حبي لها رغم الظروف القاسية رغم المحن

حبي لها أمي سقتني اياه في وسط اللبن 

إن عشت فيها لاجلها عانيت 

وان غبت عنها كم لها حنيت 

والحاصل ان الحب شي ما له ثمن 


أحببتها في ثوب بالي عيف أبلاه الزمن 

أحببتها والسل فيها والجرب مالي البدن 

وسكنت معها تحت سقف البيت 

وكل ما أنّت أنا أنًيت 

وصبرت حتى طاب عيشي والسكن


واليوم قدها لابسه الزينات والثوب الحسن 

ما بارميها نهب للحنشان والا للدفن 

عن حسنها بعمى عيون السيت 

ان شط بسكب في عيونه زيت 

مهما شغف قلبه بها والا افتتن 


باخلص لها اخلاص عاشق في هواها مؤتمن

ما باصبر فيها على باطل ولا بعبد وثن 

باحل بها من حيث ما حليت 

وان عاهدتني بالعهود أوفيت 

وان خان حد لابارك الله في الخين 


"الخيانة"


تحملنا المصايب كلها إلا الخيانه 

حمولتها ثقيلة ما وسعها الخن 

رميناها نفلناها عطيناها العدانه

هنيئاً للكلاب الحمر لا عّدّن

وهذا قده رأي أحسن 

لأن الجود ما ينفع مع الخائن ولا الاحسان

إذا قل الوفاء وايش عاد بايبقى مع الإنسان


وبالمعروف عاملته وساعه بالزيانه 

حِسِبْنا العيف بالمعروف يتزيّن 

وتمّى العيف حيته عيف واقف في مكانه

وكل ماله نزل في الغوط وتمكّن

وحل في الغش واستوطن 

ومول الغش حاشا يقبلوه الناس في الاوطان

إذا قل الوفاء واش عاد با يبقى مع الإنسان


"طوف على صنعاء وعلى عدن ياطير"


عاد الفرح والنصر والوحدة 

بعد التعب والقهر والشدة 

صبرت عقب الصبر جاك الخير


معاد فوقه فخر مابعده 

سلم عليك الدهر مد يده

وقال راح الفقر راح الضير 


لا سور حول القصر لا سدة

عارغم أهل المكر والرده

لي همهم في الزاد بس والمير


تفتحي يا زهر يا وردة 

نالي بذرت البذر من مده 

بإرادتي لم أعتمد ع الغير


"بو جناحين"


شلّنا يابوجناحين   الى عند المحب حتى في الشهر ليله 

باشكي حالي ويشكي بحاله   الله يفك على كل مرصون

ماقدر ع البعد سنتين  وإن مرت سنه مرت عليٌَ ثقيله

حالتي في البعد يا خس حاله    دايم ونا حاير ومشطون

الهوى وينه ونا وين   شف بيني وما بينه مسافه طويله 

كلما حاولت نقطع حباله   حسيت عاد القلب محنون 

طيف من اهوى ملا العين  والتذكار له في كل مسمر وقيله 


"قلبي من الفرقه كما الريشه"


ياطير ياضاوي إلى عشك 

قل لي متى باضوي الى عشي 

مليت شفنا هذه العيشهة


تسرح وتضوي وأنت في أرضك 

يا ريتنا مثلك عمدت ارضي 

حتى ولو جمّال عالهيشة


كم قلت للركاب من قبلك

باسير شِلوني الى خِلّي

حتى لقوني طرد في خيشه


القلب عالاوطان يتحرك 

والعين من جور الجفا تبكي 

والرأس عاده فيه تنعيشه


لاني محب مافي المحبة شك 

لكنني لاعند من باشكي 

الله يعلم حالتي إيشه 


"ياساري الليله"


ياساري الليله لماذا سريت 

هلاّ لهذا الأمر داعي 

مالك اذا ما لاح بارق بكيت 

أشبه بملسوع الافاعي 

إن كنت بالحب اليماني ابتليت 

واصبحت له عبداً مطاعي 

اصحى رعاك الله ها قد اتيت 

الى مكان الاجتماعي 

هل ذلك الحب الذي به ادعيت

والعشق في صنعاء اصطناعي 

لا والذي قد شاد للعُرب بيت 

وأرسل اليهم خير داعي 

انّي لها صادق بكل ما بديت 

وما خفيته في ضلاعي 

سمعت عن صنعاء ولما رأيت 

رأيت أكثر من سماعي 

الفن له فيها عماره وبيت 

والحب خصبت له مراعي

من حضرموت الخير بالبشر جيت

ناشر على الوحدة شراعي 

اللي بها فوق السماك اعتليت

وازداد في الناس ارتفاعي 


"يا ريت يرجع لي الزمن ذاك لي فات"


الصبر لا جاوز حدوده قتل

قل لي صبر إن رمت قتلي 

ماحد صبر مثلي ولا حد حمل 

في بحر حبك مثل حملي 

يافاتني قل لي 

هل عاد شي في الحبل لفات 


يكفي إذا حصلت منك مظل 

في قصر عالي با نظلي 

والا سمر لا الشهر شرع وهل 

بعيد عن أهلك وأهلي 

شملك مع شملي 

بايجتمع من بعد اشتات 


فكري وعقلي في هواك انشغل 

وأصبحت بين الناس شغلي 

والعظم دقيته من أجلك وصل

وانته قطعت اليوم وصلي 

في عشقتك مبلي 

والعشق ماهو بالدعايات 


خابت محبه آخرتها فشل 

من أجلها سيبت فشلي 

والحب بلوى ياحسين القبل 

عذّب أمم قبلك وقبلي 

وليش متعلي 

شف عاد للأيام نكسات 


المصادر 

ــــــــــــ

١-مقال لـ د.عبدالعزيز المقالح، صحيفة ٢٦سبتمبر، العدد٨٩٣،بتاريخ ١٠/٢/٢٠٠٠

٢-موسوعة شعر الغناء اليمني في القرن العشرين ج٢،ص ٢٤١،ط٢


معاني بعض الكلمات

ـــــــ


الخن: هو المكان الذي يوضع فيه حمل السفينة

العدانه: هي موضع القمامة 

تمى: بقي 

الغوط: المكان العميق 

المير: كثرة العطاء 

مرصون: مقيد

مشطون: قلق

الهيشه:  الأرض القاحلة

تنعيشه:  نخوة  

اصطناعي: أي صنعتي وليس بمعنى مصطنع

السماك: نجم يضرب به المثل في الارتفاع

فشلي: عملي 

القبل: الوجه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشاعر أحمد عمر مكرش

 #قصيدة_وشاعر  #الشاعر_أحمد_عمر_مكرش #مجلة_أقلام_عربية العدد (96) ديسمبر 2024م إعداد وليد المصري  الشاعر أحمد عمر مكرش، مواليد عام 1938م بقر...