نفحات من الشعر الشعبي 5
للشعر الشعبي مكانته الراقية وخصوصاً في البادية اليمنية لأنه الوسيلة الحقيقية لتوثيق تاريخها وعاداتها وأسلاف وأعراف ولهجات قبائلها، وهو الغذاء الروحي لهم وزينة مجالسهم ولسان حالهم، وهم أكثر الناس تذوقاً وعشقاً وإجادة له.
*شاعر البادية اليمنية*
في الرحلة الخامسة من نفحات الشعر الشعبي تم اختيار شاعر أطلق عليه لقب شاعر البادية وتسمى به وصدر له ديوان موسوم بـ "صور من البادية" لكنه لم يكتب له الانتشار في أرجاء الوطن كما انتشرت بعض ما يحتوي من أبيات؛ كان جلها يعبر عن البادية اليمنية وقضايا الوطن والمواطن وقد تغنت تلك الكلمات مع الطيور، ورفرفت مع أوراق الشجر لهبات النسيم وتنقلت تلك المعاني في مواضع كثيرة تميز بها جمال طبيعة البادية، وتجولت في مدرجاتها، وبين حقولها وأزهارها ونبع شلالتها، ولامست مشاعر أبناء البادية وعبرت عن أفراحهم وهمومهم بإسلوب رشيق جميل لا ركاكة في لفظة ولا اختلال في وزنه.
*من هو شاعر البادية*
-الاسم/صالح عبدالله قائد السعيدي.
-مواليد عام 1934م محافظة إب .مديرية القفر.
-تقلد مجموعة من المناصب الإدارية كان آخرها مستشار محافظ محافظة إب.
-توفي في 10 مايو 1997م.
-بدأ كتابة الشعر في الستينات من القرن الماضي، واشتهر بكتاباته الهادفة وشعره الراقي.
-صدر له ديوان بعنوان "صور من البادية" .
- نشرت بعض من قصائده بموسوعة شعر الغناء اليمني للقرن العشرين.
-تغنى بقصائده مجموعة من رموز الفن اليمني أبرزهم الفنان الراحل محمد أبو نصار(1)
وبعد 22عام من رحيل هذا الشاعر العملاق نمسح غبار النسيان الذي طال مسيرته الأدبية وتاريخه الثقافي والاجتماعي ونعيد لذاكرة المهتمين والمتذوقين وجمهور الشعر نفحات مما جادت به قريحته
*أبعاد الصورة في شعر صالح عبد الله السعيدي*
للحديث عن هذا الجانب نقتبس من صفحات كتاب يحمل عنوان (مدارات في أبعاد النص وإطلالة على المشهد الثقافي اليمني) للناقد الأستاذ/ زيدالفقيه(2)
والذي أجاد في القول عن الشاعر السعيدي وكتب في أولى مداراته قائلاً:
” ذلك الشاعر الذي لقب بشاعر البادية إنما تدثر بهذا اللقب لأنه حمل البادية على صهوة حرفه ونقلها إلى كل قارئ، ذلك لأنه عاش تجربته الشعرية وسط هذه البادية لأن التجربة لا تكون في ذاتها معاناة إلا حين لا يمكن التعبير عنها بصراحة أمام مجتمع يبالغ في إخفاء مشاعره وخنق أحاسيسه ووجدانه”.
*البعد العاطفي للصورة عند السعيدي*
ويضيف الناقد زيد الفقيه في إطار حديثه عن هذا البعد الهام في قصائد الشاعر السعيدي
” إن القصيدة التي اغتزلها السعيدي وخط نمطها لجديرة بالاهتمام من قبل باحثي اليمن لأن هذا النوع من الشعر لا يمكن أن يكشف معانيه ويسبر أغواره إلا الباحثون اليمنيون وليس جميعهم وإنما من عانقت أقدامهم تربة ذلك الريف الموغل في قلب اليمن.. ذلك لأنه يذكرهم بتلك الطفولة البريئة للمجتمع الذي يتعامل بها ذلك البتول وتلك المحجرة”.
*البعد الاجتماعي للصورة في ديوان (صور من البادية)للشاعر السعيدي*
يضيف الناقد الفقيه في هذا السياق بالقول
” إن السعيدي وهو يصور لنا تلك الملامح للحياة الاجتماعية الريفية لم يصور الطبيعة المجردة فحسب بل لقد أعاد تشكيل الطبيعة من جديد مازجاٍ إياها بعواطفه الرقيقة الجياشه ولن يستطيع ذلك المصور الذي يرسم الطبيعة بآلة التصوير أن يصور العادات والتقاليد الاجتماعية المصاحبة كما رسمتها مخيلة السعيدي
*نماذج من قصائد الشاعر*
وبما أن شعر الغزل هو لغة العواطف الخالدة وحديث الأرواح والقلوب؛ سوف نبدأ باختيار هذا النموذج من قصائد شاعر البادية من هذا الجانب، حيث حملت أبياته عاطفة صادقة ووجدان راقي
سلبت عقلي
ياناس قلبي معذب والفؤاد مغرم
والعين تبكي وقلبي زايد أحزانه
من حين شاهدت فتان الربى الأحوم
من الغرايب قتلني لحظة اعيانه
باهي المحيا مهفهف دري المبسم
السحر في مقلته والورد باوجانه
من حين سلم عليا قلت له تسلم
منقوش كفه مخضب دقل ابنانه
وارخى لثامه وقال اسمح لي اتكلم
واحمر وجهه خجل والدمع باجفانه
الوجه سبحان ربي ذي خلق واحكم
يشابه البدر في حجمه وميزانه
واعيانه البحر فيه الموج يتلاطم
وانفه السيف للفرسان طعانه
وليش ياذي سلبت الروح تتحكم
ماهكذا يعمل العاشق بخلانه
يا بدوية
بإيجاز نختار هذه الأبيات من قصيدة البدوية
نـاديـت يــا بـدويـة يـ ام الـعـيـون الكحـيـلـة
يــــاشـمـــس يا طـالـعـه
شــي عنـدكـم للهوى دلـــه ولـلـحـب حـيـلـه
تـكـون لـي نـافـعـه
الـحــب يـافـايـق الـغــزلان مـاشــي مثـيـلـه
بـ ايـــامـه الـبـادعـه
فقـالـت أسـكـت ولا تنـطـق باصـغـر وسيـلـه
بـاخبـارك الموجـعـه
الحـب يشتـي عقـول تـرعـاه وانـفـس نبيلـه
يـشـتي قلـوب شاجـعه
ما أجمل الباديه
ومن قصائد جمال البادية نختار بعض الأبيات كإشارة للقارىء عن إبداع الشاعر في ديوانه صور من البادية
ما أجمل البادية حيث الجمال المفضل
يفوق كل الجمال
حيث المليحات ربات الولوع المدلل
بغنجهن والدلال
بلبسهن والدرايا والقوام المفصل
وفن ما له مثال
بكل وادي على الآبار تغرف وتنهل
بدلوهن والحبال
وهكذا الباديه حيث الجمال المكحل
وحيث مرعى الغزال
والزرع يانع وبالوديان في خيره أقبل
وبالحقول والجبال
والبن في لونه الأحمر على الغرس حمل
مولاه يجني وكال
وقصيدة أخرى يتحدث الشاعر عن البادية وينقل من خلالها عادات وتقاليد الأعراس فيها ببساطة ووضوح وسلاسة دون تكلف ونختار مقدمتها لضيق المجال ولمزيد من الأطلاع على قصائد الشاعر يجدها القارىءفي الصفحة(3)التي تم انشائها له في موقع التواصل الإجتماعي Facebook
ما أجمل البادية حيث القلوب السلية
والجو ماطر وطل
ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻐﻮﺍﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺍلأﻧﻬﺎﺭ ﺳﻴﺮه ﻭجيه
ﻳﺘﺒﺎﺩﻟﻴﻦ القُـبـل
ﺗﺴﻤﻊ ﻏﻨﺎﻫﻦ ﻭﻫﻦ ﻳﺘﺒﺎﺩﻟﻴﻦ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ
ﺑـ اﺷﻌﺎﺭﻫﻦ ﻭﺍﻟﻐﺰﻝ
ﻳﻤﺸﻴﻦ ﺻﻔﻴﻦ ﺗﺘﻮﺳﻄﻬﻦ ﺍﻟﺒﺎﺩﻋﻴﺔ
ﻳﺮﺩﺩﻳﻦ ﺍﻟﻬﺠﻞ
ﻳﺘﺰﺍﻗﻤﻴﻦ ﻳﺮﻗﺼﻴﻦ ﺍﻟﺮﻗﺼﺔ ﺍﻟﻬﻮﺷﻠﻴﺔ
ﺑﺠﺪﻫﻦ ﻭﺍﻟﻬﺰﻝ
ومن الجزء الثاني من قصيدة البادية نختار
ما أحسن البادية والسيل تسمع دويه
من كل شعبه نزل
وبارق الصيف لاح والخير جاء يارعية
وحان وقت العمل
وقصيدة البادية بجزئيها يصور الشاعر فيها حياة ساكنيها بجميع تفاصيلها
هلاله
من اروع القصائد التي مزجت العلاقة الوجدانية بين الشاعر ومن يحب من جانب وبينه وبين موطنه الذي شغفه حباً من جانب آخر
خلف تلك الجبال الشاهقه والملاوي
حيثما الظل والفيحا ومرعى الغزاله
سرت والقلب في شاغل وبالعقل داوي
من معنّى سلب حسي برقة دلاله
حين أشر طلع بالجسم خاضل وكاوي
والطريق اضلمت والقلب زاد انفعاله
والضما نالني من بعد ماكنت راوي
قلت هات إسقني من غيل صافي زلاله
وانتظر دلني مادمت بالسير غاوي
واطلب الروح لو حبيت مني دلاله
قال تلك الطريق ان كنت للسير ناوي،
وانتبه للطريق واحذر تجاهك رماله
والوحوش ضاريه والذيب كاسر وعاوي
والنمر منتظر صيده يعشي عيال
أوتجي لك معي ان كنت للحب هاوي
حيثما الغيد لايوجد بصنعا مثاله
قلت ويش البلد قالت بلاد ابن ( ساوي )
قلت والإسم قالت لي يقولوا ( هلاله )
قلت والناس قالت عادة الضيف يأوي
والحبيب يكتفي إذا حبيبه قباله
قل والحب قالت ماعلى الحب حاوي
عادة القلب يعشق كل حالي جماله
قلت والجرح قالت عندنا له مداوي
اللقا بالحبيب كم جرح بالقلب زاله
قلت والأنس قالت عطر فلي وجاوي
تسمع العود والمغنى ودقه وباله
قلت والعدل قالت كل شي بالتساوي
لانت عادل تجد عندي شروط العداله
وانت قلي حديدي أنت ولا مخاوي
او مراسل معك من كل عاشق رساله
قلت والله انا شاعر مولع وهاوي
واليمن قبلتي وديانها والجباله
وتوجد قصائد أخرى ومتعددة لايسع المجال لسرد أبياتها وسنكتفي بذكر بعض عناوينها
–يا منيتي –احتجاج الضمير–خذلان أمه–القات–موسم التشجير–أعياد الوطن–نصيحة-آهات مهاجر -من الواقع..
وكثير من القصائد المغمورة والمشهورة والتي نسعى الى توثيقها واعادة نشرها من جديد وبتعاون مع الشاعر خالد السعيدي نجل شاعر البادية.
ــــــــــــــــــــــــ
الهوامش
ــــــــــــــــــــــــ
1-محمد حسين حميد الدين الشهير بـ أبو نصار فنان يمني من مواليد1941م وتوفي في ديسمبر عام2002م فنان يمني غنى جميع الألوان اليمنية وله العديد من الأغاني التي كتبها ولحنها بنفسه وهو من أشهر الفنانين حيث انتشرت أغانيه في جميع الأوساط اليمنية.
2-زيد صالح الفقيه
صحفي وكاتب وناقد مواليد بني مسلم مديرية القفر محافظة إب في عام1964 ودرس اللغة العربية في جامعة صنعاء ثم تابع دراسته في جامعة ذمار. عين وكيلا للهيئة العامة اليمنية للكتاب.
للشعر الشعبي مكانته الراقية وخصوصاً في البادية اليمنية لأنه الوسيلة الحقيقية لتوثيق تاريخها وعاداتها وأسلاف وأعراف ولهجات قبائلها، وهو الغذاء الروحي لهم وزينة مجالسهم ولسان حالهم، وهم أكثر الناس تذوقاً وعشقاً وإجادة له.
*شاعر البادية اليمنية*
في الرحلة الخامسة من نفحات الشعر الشعبي تم اختيار شاعر أطلق عليه لقب شاعر البادية وتسمى به وصدر له ديوان موسوم بـ "صور من البادية" لكنه لم يكتب له الانتشار في أرجاء الوطن كما انتشرت بعض ما يحتوي من أبيات؛ كان جلها يعبر عن البادية اليمنية وقضايا الوطن والمواطن وقد تغنت تلك الكلمات مع الطيور، ورفرفت مع أوراق الشجر لهبات النسيم وتنقلت تلك المعاني في مواضع كثيرة تميز بها جمال طبيعة البادية، وتجولت في مدرجاتها، وبين حقولها وأزهارها ونبع شلالتها، ولامست مشاعر أبناء البادية وعبرت عن أفراحهم وهمومهم بإسلوب رشيق جميل لا ركاكة في لفظة ولا اختلال في وزنه.
*من هو شاعر البادية*
-الاسم/صالح عبدالله قائد السعيدي.
-مواليد عام 1934م محافظة إب .مديرية القفر.
-تقلد مجموعة من المناصب الإدارية كان آخرها مستشار محافظ محافظة إب.
-توفي في 10 مايو 1997م.
-بدأ كتابة الشعر في الستينات من القرن الماضي، واشتهر بكتاباته الهادفة وشعره الراقي.
-صدر له ديوان بعنوان "صور من البادية" .
- نشرت بعض من قصائده بموسوعة شعر الغناء اليمني للقرن العشرين.
-تغنى بقصائده مجموعة من رموز الفن اليمني أبرزهم الفنان الراحل محمد أبو نصار(1)
وبعد 22عام من رحيل هذا الشاعر العملاق نمسح غبار النسيان الذي طال مسيرته الأدبية وتاريخه الثقافي والاجتماعي ونعيد لذاكرة المهتمين والمتذوقين وجمهور الشعر نفحات مما جادت به قريحته
*أبعاد الصورة في شعر صالح عبد الله السعيدي*
للحديث عن هذا الجانب نقتبس من صفحات كتاب يحمل عنوان (مدارات في أبعاد النص وإطلالة على المشهد الثقافي اليمني) للناقد الأستاذ/ زيدالفقيه(2)
والذي أجاد في القول عن الشاعر السعيدي وكتب في أولى مداراته قائلاً:
” ذلك الشاعر الذي لقب بشاعر البادية إنما تدثر بهذا اللقب لأنه حمل البادية على صهوة حرفه ونقلها إلى كل قارئ، ذلك لأنه عاش تجربته الشعرية وسط هذه البادية لأن التجربة لا تكون في ذاتها معاناة إلا حين لا يمكن التعبير عنها بصراحة أمام مجتمع يبالغ في إخفاء مشاعره وخنق أحاسيسه ووجدانه”.
*البعد العاطفي للصورة عند السعيدي*
ويضيف الناقد زيد الفقيه في إطار حديثه عن هذا البعد الهام في قصائد الشاعر السعيدي
” إن القصيدة التي اغتزلها السعيدي وخط نمطها لجديرة بالاهتمام من قبل باحثي اليمن لأن هذا النوع من الشعر لا يمكن أن يكشف معانيه ويسبر أغواره إلا الباحثون اليمنيون وليس جميعهم وإنما من عانقت أقدامهم تربة ذلك الريف الموغل في قلب اليمن.. ذلك لأنه يذكرهم بتلك الطفولة البريئة للمجتمع الذي يتعامل بها ذلك البتول وتلك المحجرة”.
*البعد الاجتماعي للصورة في ديوان (صور من البادية)للشاعر السعيدي*
يضيف الناقد الفقيه في هذا السياق بالقول
” إن السعيدي وهو يصور لنا تلك الملامح للحياة الاجتماعية الريفية لم يصور الطبيعة المجردة فحسب بل لقد أعاد تشكيل الطبيعة من جديد مازجاٍ إياها بعواطفه الرقيقة الجياشه ولن يستطيع ذلك المصور الذي يرسم الطبيعة بآلة التصوير أن يصور العادات والتقاليد الاجتماعية المصاحبة كما رسمتها مخيلة السعيدي
*نماذج من قصائد الشاعر*
وبما أن شعر الغزل هو لغة العواطف الخالدة وحديث الأرواح والقلوب؛ سوف نبدأ باختيار هذا النموذج من قصائد شاعر البادية من هذا الجانب، حيث حملت أبياته عاطفة صادقة ووجدان راقي
سلبت عقلي
ياناس قلبي معذب والفؤاد مغرم
والعين تبكي وقلبي زايد أحزانه
من حين شاهدت فتان الربى الأحوم
من الغرايب قتلني لحظة اعيانه
باهي المحيا مهفهف دري المبسم
السحر في مقلته والورد باوجانه
من حين سلم عليا قلت له تسلم
منقوش كفه مخضب دقل ابنانه
وارخى لثامه وقال اسمح لي اتكلم
واحمر وجهه خجل والدمع باجفانه
الوجه سبحان ربي ذي خلق واحكم
يشابه البدر في حجمه وميزانه
واعيانه البحر فيه الموج يتلاطم
وانفه السيف للفرسان طعانه
وليش ياذي سلبت الروح تتحكم
ماهكذا يعمل العاشق بخلانه
يا بدوية
بإيجاز نختار هذه الأبيات من قصيدة البدوية
نـاديـت يــا بـدويـة يـ ام الـعـيـون الكحـيـلـة
يــــاشـمـــس يا طـالـعـه
شــي عنـدكـم للهوى دلـــه ولـلـحـب حـيـلـه
تـكـون لـي نـافـعـه
الـحــب يـافـايـق الـغــزلان مـاشــي مثـيـلـه
بـ ايـــامـه الـبـادعـه
فقـالـت أسـكـت ولا تنـطـق باصـغـر وسيـلـه
بـاخبـارك الموجـعـه
الحـب يشتـي عقـول تـرعـاه وانـفـس نبيلـه
يـشـتي قلـوب شاجـعه
ما أجمل الباديه
ومن قصائد جمال البادية نختار بعض الأبيات كإشارة للقارىء عن إبداع الشاعر في ديوانه صور من البادية
ما أجمل البادية حيث الجمال المفضل
يفوق كل الجمال
حيث المليحات ربات الولوع المدلل
بغنجهن والدلال
بلبسهن والدرايا والقوام المفصل
وفن ما له مثال
بكل وادي على الآبار تغرف وتنهل
بدلوهن والحبال
وهكذا الباديه حيث الجمال المكحل
وحيث مرعى الغزال
والزرع يانع وبالوديان في خيره أقبل
وبالحقول والجبال
والبن في لونه الأحمر على الغرس حمل
مولاه يجني وكال
وقصيدة أخرى يتحدث الشاعر عن البادية وينقل من خلالها عادات وتقاليد الأعراس فيها ببساطة ووضوح وسلاسة دون تكلف ونختار مقدمتها لضيق المجال ولمزيد من الأطلاع على قصائد الشاعر يجدها القارىءفي الصفحة(3)التي تم انشائها له في موقع التواصل الإجتماعي Facebook
ما أجمل البادية حيث القلوب السلية
والجو ماطر وطل
ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻐﻮﺍﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺍلأﻧﻬﺎﺭ ﺳﻴﺮه ﻭجيه
ﻳﺘﺒﺎﺩﻟﻴﻦ القُـبـل
ﺗﺴﻤﻊ ﻏﻨﺎﻫﻦ ﻭﻫﻦ ﻳﺘﺒﺎﺩﻟﻴﻦ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ
ﺑـ اﺷﻌﺎﺭﻫﻦ ﻭﺍﻟﻐﺰﻝ
ﻳﻤﺸﻴﻦ ﺻﻔﻴﻦ ﺗﺘﻮﺳﻄﻬﻦ ﺍﻟﺒﺎﺩﻋﻴﺔ
ﻳﺮﺩﺩﻳﻦ ﺍﻟﻬﺠﻞ
ﻳﺘﺰﺍﻗﻤﻴﻦ ﻳﺮﻗﺼﻴﻦ ﺍﻟﺮﻗﺼﺔ ﺍﻟﻬﻮﺷﻠﻴﺔ
ﺑﺠﺪﻫﻦ ﻭﺍﻟﻬﺰﻝ
ومن الجزء الثاني من قصيدة البادية نختار
ما أحسن البادية والسيل تسمع دويه
من كل شعبه نزل
وبارق الصيف لاح والخير جاء يارعية
وحان وقت العمل
وقصيدة البادية بجزئيها يصور الشاعر فيها حياة ساكنيها بجميع تفاصيلها
هلاله
من اروع القصائد التي مزجت العلاقة الوجدانية بين الشاعر ومن يحب من جانب وبينه وبين موطنه الذي شغفه حباً من جانب آخر
خلف تلك الجبال الشاهقه والملاوي
حيثما الظل والفيحا ومرعى الغزاله
سرت والقلب في شاغل وبالعقل داوي
من معنّى سلب حسي برقة دلاله
حين أشر طلع بالجسم خاضل وكاوي
والطريق اضلمت والقلب زاد انفعاله
والضما نالني من بعد ماكنت راوي
قلت هات إسقني من غيل صافي زلاله
وانتظر دلني مادمت بالسير غاوي
واطلب الروح لو حبيت مني دلاله
قال تلك الطريق ان كنت للسير ناوي،
وانتبه للطريق واحذر تجاهك رماله
والوحوش ضاريه والذيب كاسر وعاوي
والنمر منتظر صيده يعشي عيال
أوتجي لك معي ان كنت للحب هاوي
حيثما الغيد لايوجد بصنعا مثاله
قلت ويش البلد قالت بلاد ابن ( ساوي )
قلت والإسم قالت لي يقولوا ( هلاله )
قلت والناس قالت عادة الضيف يأوي
والحبيب يكتفي إذا حبيبه قباله
قل والحب قالت ماعلى الحب حاوي
عادة القلب يعشق كل حالي جماله
قلت والجرح قالت عندنا له مداوي
اللقا بالحبيب كم جرح بالقلب زاله
قلت والأنس قالت عطر فلي وجاوي
تسمع العود والمغنى ودقه وباله
قلت والعدل قالت كل شي بالتساوي
لانت عادل تجد عندي شروط العداله
وانت قلي حديدي أنت ولا مخاوي
او مراسل معك من كل عاشق رساله
قلت والله انا شاعر مولع وهاوي
واليمن قبلتي وديانها والجباله
وتوجد قصائد أخرى ومتعددة لايسع المجال لسرد أبياتها وسنكتفي بذكر بعض عناوينها
–يا منيتي –احتجاج الضمير–خذلان أمه–القات–موسم التشجير–أعياد الوطن–نصيحة-آهات مهاجر -من الواقع..
وكثير من القصائد المغمورة والمشهورة والتي نسعى الى توثيقها واعادة نشرها من جديد وبتعاون مع الشاعر خالد السعيدي نجل شاعر البادية.
ــــــــــــــــــــــــ
الهوامش
ــــــــــــــــــــــــ
1-محمد حسين حميد الدين الشهير بـ أبو نصار فنان يمني من مواليد1941م وتوفي في ديسمبر عام2002م فنان يمني غنى جميع الألوان اليمنية وله العديد من الأغاني التي كتبها ولحنها بنفسه وهو من أشهر الفنانين حيث انتشرت أغانيه في جميع الأوساط اليمنية.
2-زيد صالح الفقيه
صحفي وكاتب وناقد مواليد بني مسلم مديرية القفر محافظة إب في عام1964 ودرس اللغة العربية في جامعة صنعاء ثم تابع دراسته في جامعة ذمار. عين وكيلا للهيئة العامة اليمنية للكتاب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق