الرجعيه ذي كممت كل فاه
أزالها الله وانتهاها
شاعر الثوره صالح احمد سحلول
عندما ظهر اول ديوان له في العام الاول للثوره اليمنيه المجيده بعنوان ((يقول سحلول )) كتب الاديب المقالح عن ذلك وقال ان هذا الاصدار يعتبر فالاً حسناً للشاعر ولشعراء الشعبي في اليمن ..
فالكلمه المطبوعه تحفر وجودها في ضمير التاريخ ولاتستطيع قوة على الأرض مهما كان لها من وسائل القهر والبطش ان تطمس حرفاً منها او تعبث بمعانيها بل تظل الكلمه تنتقل بين الاجيال كالنار التي لا تنطفيء.
لقد كان الشاعر سحلول محارباً شرس في ميدان الحياه اليمنيه بقلمه وبندقيته وكان حضوره قوي في كل مناسبه وحدث وكان ناقداً لاذعاً لكل سلبيات جهات الاختصاص في كل مؤسسات الدوله وكل ذلك يتضح من خلال قصائده المنشوره في دياوين متعدده وصلت متناول الجمهور
وايضاً لديه ديوان في الحكم والامثال احتوى على مجموعه كبيره من النصائح والمواعظ والتجارب المتنوعه في شتى مجالات الحياه ..
وقد تم جمع مجموعه من المؤلفات في كتاب واحد موسوم بالاعمال الشعريه
كان ذلك اختتام لمسيره دامت اكثر من سته عقود في ساحات الشعر الشعبي الاصيل الذي كان متربع على اعلى قمه فيه وقد كتب عنه الكثير من الادباء والمهتمين وما ان يتم التدوين عن الادب الشعبي لا يخلو من وجود وحضور روائع سحلول لما له من مكانه وتاريخ نضالي عريق لا ينسى ولا يتجاهل ..
كان لي شرف لقاءه اكثر من مره منها في صنعاء في جلستين مع مجموعه كبيره من الادباء والمتذوقين في ضيافة الاستاذ نصر سماحه حيث استمعنا له واصغينا وهو يتحفنا بابياته الرائعه ذات المعاني والمدلولات القيمه وكان القاءه قوي وجريء ومتميز رغم تقدمه في السن وحالته الصحيه الا انه لبى رغباتنا وتجاوب مع طلباتنا في بعض المواقف والقصائد
كان ابرزها تلك القصيده المشهوره التي وجهها للنظام السعودي قبل سنوات عده وهو مستاء منه بسبب تدخلاته بالشأن اليمني آنذاك ويقول في احدى شطور القصيده ..
انا احكم بلادي وانت تحكم بلاد ابوك
ولقاء آخر كان في المركز الثقافي في مدينة إب اثناء تكريم السلطه المحليه له حيث احتشد الكثير ليستمع اليه وهو يردد مفردات من قصائده التاريخيه وكذلك المقطوعه الشعريه التي خص بها إب الخضراء
رحم الله الشاعر الثائر صالح احمد سحلول واسكنه فسيح جناته ..
كتب للثوره ولليمن وللمجد والشهداء والمناضلين ورفقاء الكفاح وصور الحياه اليمنيه بعدسات المصداقيه دون زيف....
لكنه لم يتوقع ان يأتي لليمن يوماً كما هي عليه الآن لقد مر يوم الاحتفال بـ 26سبتمبر مرور الكرام والشعب مدمي بالجراح وتعصف به رياح الخطر من كل الاتجاهات ..
نسأل من العلي القدير ان يصلح الشأن ويحقن الدماء ويهلك الاشرار ..
وليد زيد المصري
26/9/2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق