الثلاثاء، 2 يونيو 2020

الشاعر صالح أحمد سحلول

نفحات من الشعر الشعبي17

يمتاز شعر صالح سحلول بالانسياب الفني كأنه عين ماء تفيض بسلاسة وسهولة لكنها لا تكف عن الجريان والتفجر بثبات واستمرارية حتى فاضت بها السهول والوديان١


من خلال هذه النافذة التي أتيحت لنا في صفحات مجلة أقلام عربية نطل من جديد عبر نفحات من الشعر الشعبي لنقدم للقارىء الكريم أحد رموز الحرية والشعر في الوطن في إشارات عن سيرته الذاتية وإبداعاته الراقية. 
ومن خلال اطلاعي على كتاب الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر والذي يضم بين دفتيه ما يقارب الـ1000صفحة هي إجمالا لسبعة دواوين شعرية صدرت للشاعر عبر مراحل زمنية مختلفة، وجدت من خلال اطلاعي  تجربة شعرية حقيقية وثقت التاريخ اليمني خلال أكثر من نصف قرن من الزمن بكل تفاصيله بوضوح وإتقان، وهذه التجربة جديرة بالتأمل لنتاجها الوجداني الأدبي.
وبإيجاز سنختار بعض النماذج والتي تمثل قطرة من بحر عذب ونبدأ بأبيات من صفحة الإهداء التي منحها الشاعر لكل أبناء الوطن

عصرت فكري وقلبي والبدن 
من أجل شعب اليمن ليث العرين 
واهديت قلبي لكم في شكل فن 
هديه اغلى من التبر الثمين 
ولست أطلب مقابلها ثمن 
إلا الترَحُّم علينا بعد حين 

"نبذة عن حياة الشاعر" 

-ولد الشاعر في قرية بيت العميسي مديرية العرش-رداع-محافظة البيضاء عام 1919م
ينحدر عن عائلة ورث أبناؤها الموهبة الشعرية خلفاً عن سلف
-قلده الزعيم الراحل عبدالله السلال وسام شاعر الثورة في الأسبوع الأول للثورة اعترافاً منه بنضال الشاعر ودفاعه المستميت عنها
-صدرت له العديد من الدواوين الشعرية ومنح العديد من الأوسمة والشهادات التقديرية 
-شارك في العديد من الأسابيع الثقافية والمهرجانات الأدبية داخل وخارج الوطن 
-من مؤسسي اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين عام 1971م
-توفاه الله في 9نوفمبر 2014م

نماذج مختصرة من قصائده


"عن سبتمبر عام 1962م"

لا رعى الله تسعين سنه واكثر 
أخضعتنا لسخرية الأقدار 
صارت الخلق في الأرض تتطور
واليمن مظلمه لا ترى الانوار 
من يصدق ومن ذاك يتصور 
في زمان الصواريخ واللادار 
اننا شعب يستورد الميبر 
بينما غيرنا يطلق الأقمار 
كلما راح فاجر يجينا افجر
الشياطين عند الطغاة احرار
يوم سته وعشرين سبتمبر 
انتفض جيشنا المارد الجبار
واصبح القيد للشعب يتكسر
ما بقت فيه حلقه ولا سيار


"عن اكتوبر في عام 1965م قائلاً"

ردفان يامشعل الحريه الثاني 
من بعد مشعل ورمز الحريه غمدان
أول رصاصة على الحكم البريطاني
تطلق وأول شرارة من جبل ردفان 
عاشت بلادي وعاشوا كل قحطاني 
يحمل سلاحه وعاشت ثورة الشجعان 
ثورة ستمتد من ردفاننا ساني 
الى المكلا الى يافع الى بيحان 
وينتهي كل غاصب بالغصيباني 
وكل خائن لشعبه والوطن قد خان 

ومن أقواله الحِكَمِيَّة

قال ابن سحلول صالح 
العافية خير مطلب 
يارب إنسان بالمال 
يعيش دايم معذب 
والإبن إذا أنته تحبه 
ربِّه وخله مؤدب 
المال ما ينفعك شي 
يا ابن الغني المذبذب
والعلم ينفع ويرفع 
إبن الفقير المهذب
لاخير في أي إنسان 
على الجهالة مركب 

"بلادي"

بلادي بلادي لست ارضى بها بديل 
ولو خيروني ألف بلده بدالها
ولا اظن أي انسان عنده شعور نبيل 
يفرط بذَرَّه واحده من رمالها
بلادي هي أُمِّي هي حبيبي هي الخليل
يجب أن أطيع أُمي وأخدم نعالها 
أنا لست أنساها صباحاً ولا أصيل
ولا ارتاح إلا حين يرتاح بالها
أنا قيس أنا مجنون ليلى أنا جميل
أنا من يعشش في دماغي خيالها


إن شاعرنا المبدع سحلول كان ولازال وسيظل الشاعر الثائر المتوقد حماساً وإيماناً من أجل الدفاع عن الثورة ومكاسبها،ومن أجل خير الشعب اليمني وتقدمه ورفاهيته،في سبيل اليمن وعزتها وسيادتها ووحدتها أرضاً وشعباً. وإنه لشاعر الثورة بحق2.

الهوامش

1-أ/خالد عبدالله الرويشان-إشارات-مقدمة للأعمال الشعرية الكاملة للشاعر صالح سحلول-مطابع التوجيه المعنوي. الطبعة الثانية 2011

2-الأديب مطهر الأرياني في مقدمة ديون الشاعر سحلول الموسوم بـ صوت الثورة 1985م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشاعر أحمد عمر مكرش

 #قصيدة_وشاعر  #الشاعر_أحمد_عمر_مكرش #مجلة_أقلام_عربية العدد (96) ديسمبر 2024م إعداد وليد المصري  الشاعر أحمد عمر مكرش، مواليد عام 1938م بقر...