نفحات من الشعر الشعبي (10)
الشاعر محمد ناصر صبر العنسي
مجلة اقلام عربية
اكتوبر 2019م العدد 36
بقلم وليد المصري
يتميز الشعر الشعبي بلغته البسيطة الدارجة وبتلقائيته غير المتكلفة وسلاسة ألفاظه ووضوح معانيه دون أي تعقيد، محققاً بذلك رقما قياسيا لدى جمهور الأدب، ويعد من أشهر ضروب الشعر وأقربها إلى النفوس، ويمتاز أيضاً برموزه ورواده عبر مراحل الزمن المتعاقبة.
رموز وأعلام الشعر الشعبي اليمني
برزت أسماء كثيرة منذ القدم في مجال الشعر الشعبي بجميع ألوانه وفنونه وفي هذه النفحة نختار أحد هذه الأسماء؛ ولا أجد تقديما أو تعريفا لشاعر موضوعنا هذا أجمل مما كتبه الأديب والشاعر أ.د. عبدالعزيز المقالح في مقدمته لديوان الشاعر والمؤرخة في 1989م
الشاعر محمد ناصر صبر العنسي
من قلب الريف ومن عنس القبيلة الباسلة والمشهورة بشعرائها وشاعراتها
أيضاً؛ خرج محمد ناصر العنسي ليكون في البداية صوت قبيلته قبل أن يتسع وعيه ويحاول أن يكون صوت شعبه بكل قبائله وبكل همومه وطموحاته.
ولد في قرية مرام اسبيل عام 1917م وفي مكتب القريه تعلم الشاعر محمد ناصر صبر العنسي في طفولته مايتعلمه المحظوظون أمثاله من أبناء القرى, وفي شبابه المبكر شده بريق الغربة فهاجر إلى السودان , وفي مهجره تفتح وعيه على العصر والناس , ولكن أحاسيسه الوطنيه جعلته يتساءل إلى متى الغربه؟
وقد اختار الشاعر مدينة تعز مكاناَ للإقامة.
بعد إعلان الجمهوريه العربيه اليمنيه بدأ الشعر الشعبي يعزف أغاني البطوله وكان الشاعر/ محمد ناصر صبر العنسي واحداَ من شعراء الثورة الذين حملوا صوت البشارة واستنطقوا الوجدان الشعبي في قصائدهم المواكبة للتغيير والواقفة في وجه القوى المعادية، وقد عرفته الجماهير في تعز من خلال قصائده الثائرة ,فأطلقت عليه لقب (شاعر الثورة)....
ومنذ قيام الثوره المجيدة وهو يتغنى بأمجاد سبتمبر....
وهذه إشارات عابرة وتعريف موجز بالديوان وبصاحب الديوان وخلاصة القول أن بعض قصائده تقدم رؤية فنية متجسدة في شكل فني شعبي أصيل .
إصدارات الشاعر
صدر للشاعر
.ديوان شامل موسوم بـ ديوان العنسي ويحتوي على ديوان السيل والزبد وديوان قصائد للوطن
.ديوان براكين ثورية
.قصائد متعدده انتشرت في أوساط جمهور الشعر ومتذوقيه عبر تسجيلات الكوماني التاريخية وبصوت مجموعة من رموز الفن الشعبي ابرزهم الشاعر عبدالعزيز القعشمي.
منحه المشير عبدالله السلال لقب شاعر الثورة عبر وثيقة موجهه لمحافظ لواء تعز آنذاك الشيخ /صالح بن ناجي الرويشان والذي بدوره حرر وثيقة وأرسلها للشاعر بهذا الخصوص.
كتب عنه وعن إبداعاته مجموعة من الأدباء في مقالات صحفية ومنشورات وبحوث مختصة بالأدب الشعبي
وقد وافته المنية بتاريخ 2مارس 1992م رحمة الله تغشاه
نماذج من قصائده
ديوان الشاعر بديع بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.. واختيار نماذج معينة ليس بالأمر السهل كون ما يحتويه الديوان من الشعر الشعبي بجميع خصائصه الموضوعية والفنية فرائد جزال وكلمات تلامس شغاف القلب. والمتأمل لكل قصائد الديوان سيجد أن الشاعر عاش قضايا المجتمع العامة وأولاها اهتماما كبيرا وتحدث عنها بكل تفاصيلها ببراعة وإتقان.. وسأختار بإيجاز أبيات محدودة من بعض الصفحات
(الأدب والورع)
قال ابن الاعنوس ناموس النفوس القناعه
والموعظه والحكم
والتأنيه والتمسك بالأدب والشجاعه
والصبر عند الألم
وميزة الشعب في الطاعه وحب الوراعه
والعفو قبل الندم
وفي الزراعه وتعليم الحرف والصناعه
والتحليه بالقيم
ذي ما يراعي ولا يرعى حقوق الجماعه
يصبح وجوده عدم
يامن زرعتم حقول المنزله والجراعه
قيتان من ذي حكم
الرعويه والعمل في الارض ضد المجاعه
يقيك من كل هم
ياشعب ياذي بمجهودك شرخت اليراعه
واسويت منها قلم
تكونت من برايتها حروف الطباعه
والساريه والعلم
(المدرسة تصنع الطيار والدكتور)
وهو يتحدث عن ثورة 26سبتمبر
قال ابن ناصر جميع الناس في راحه
من بعدما الشعب جمهر واعلن الدستور
خرج من السجن يتمشى على الساحه
من بعدما كان في زنزانته محصور
ثورة بنا صادقه في شمس وضاحه
واوضاعنا مستقره طاب عهد النور
نصنع ونزرع وريح المجد نفاحه
مادام جد اليماني تبع المشهور
نستبدل القات بليمونه وتفاحه
ووادي الجنتين والمسك والكافور
يا صاحبي لا تظن الجد ممزاحه
ولا تصدق كلام التائه المغرور
ماوجدت النعمة الا بعد مصياحه
احنا وذي كان في حلق اليمن شنظور
قد الذهب في سواعد كل فلاحه
وبيتها منتزه والمانيه بلور
واولادها كالنجوم الزهر لماحه
يتلالأوا والصبايا من بنات الحور
والعلم مجان بسم الله مفتاحه
والمدرسه تصنع الطيار والدكتور
والعقل ما ينضج الا بعد لقاحه
ياشعب علم عيالك ماانتشي مخسور
(الوحدة)
قال اليمن كم صبر صبري وطال انتظاري
حتى لقيت الفرج
وحدة ودولة يمانيه توحد شعاري
ومن هرج له هرج
غنى ترابي من الفرحة ورنت حجاري
والنور من كل فج
بعد التشرذم بمقداري صنعت اعتباري
راقت جميع المهج
والشعب هلل وكبر وانتظم في مداري
حتى انصهر واندمج
في بعضه البعض متوحد على الدرب جاري
نحو الحقيقة نهج
يحمي ربوعه من انياب الوحوش الضواري
وفي يديه الحجج
(بدي من الرزق بعضه والشرف كله)
يا مستجيب الدعاء ياغافر الزله
اسدل حجابك على الناموس الانساني
أما من الرزق كُثره مثلما قله
يانفس لا تطمعي رزق الطمع فاني
مآحد من اهل الغنى با يسلم العله
ولا ولد له بمليونه عمر ثاني
بدي من الرزق بعضه والشرف كله
بصون عرضي تصان اعراض جيراني
اسلك طريق التقى في الحل والرحله
تحيا وعينك قريره بين الاجفاني
والحر لا يصحب الا الحر ذي مثله
وعشرة الحر تبقى طول الازماني

الشاعر محمد ناصر صبر العنسي
مجلة اقلام عربية
اكتوبر 2019م العدد 36
بقلم وليد المصري
يتميز الشعر الشعبي بلغته البسيطة الدارجة وبتلقائيته غير المتكلفة وسلاسة ألفاظه ووضوح معانيه دون أي تعقيد، محققاً بذلك رقما قياسيا لدى جمهور الأدب، ويعد من أشهر ضروب الشعر وأقربها إلى النفوس، ويمتاز أيضاً برموزه ورواده عبر مراحل الزمن المتعاقبة.
رموز وأعلام الشعر الشعبي اليمني
برزت أسماء كثيرة منذ القدم في مجال الشعر الشعبي بجميع ألوانه وفنونه وفي هذه النفحة نختار أحد هذه الأسماء؛ ولا أجد تقديما أو تعريفا لشاعر موضوعنا هذا أجمل مما كتبه الأديب والشاعر أ.د. عبدالعزيز المقالح في مقدمته لديوان الشاعر والمؤرخة في 1989م
الشاعر محمد ناصر صبر العنسي
من قلب الريف ومن عنس القبيلة الباسلة والمشهورة بشعرائها وشاعراتها
أيضاً؛ خرج محمد ناصر العنسي ليكون في البداية صوت قبيلته قبل أن يتسع وعيه ويحاول أن يكون صوت شعبه بكل قبائله وبكل همومه وطموحاته.
ولد في قرية مرام اسبيل عام 1917م وفي مكتب القريه تعلم الشاعر محمد ناصر صبر العنسي في طفولته مايتعلمه المحظوظون أمثاله من أبناء القرى, وفي شبابه المبكر شده بريق الغربة فهاجر إلى السودان , وفي مهجره تفتح وعيه على العصر والناس , ولكن أحاسيسه الوطنيه جعلته يتساءل إلى متى الغربه؟
وقد اختار الشاعر مدينة تعز مكاناَ للإقامة.
بعد إعلان الجمهوريه العربيه اليمنيه بدأ الشعر الشعبي يعزف أغاني البطوله وكان الشاعر/ محمد ناصر صبر العنسي واحداَ من شعراء الثورة الذين حملوا صوت البشارة واستنطقوا الوجدان الشعبي في قصائدهم المواكبة للتغيير والواقفة في وجه القوى المعادية، وقد عرفته الجماهير في تعز من خلال قصائده الثائرة ,فأطلقت عليه لقب (شاعر الثورة)....
ومنذ قيام الثوره المجيدة وهو يتغنى بأمجاد سبتمبر....
وهذه إشارات عابرة وتعريف موجز بالديوان وبصاحب الديوان وخلاصة القول أن بعض قصائده تقدم رؤية فنية متجسدة في شكل فني شعبي أصيل .
إصدارات الشاعر
صدر للشاعر
.ديوان شامل موسوم بـ ديوان العنسي ويحتوي على ديوان السيل والزبد وديوان قصائد للوطن
.ديوان براكين ثورية
.قصائد متعدده انتشرت في أوساط جمهور الشعر ومتذوقيه عبر تسجيلات الكوماني التاريخية وبصوت مجموعة من رموز الفن الشعبي ابرزهم الشاعر عبدالعزيز القعشمي.
منحه المشير عبدالله السلال لقب شاعر الثورة عبر وثيقة موجهه لمحافظ لواء تعز آنذاك الشيخ /صالح بن ناجي الرويشان والذي بدوره حرر وثيقة وأرسلها للشاعر بهذا الخصوص.
كتب عنه وعن إبداعاته مجموعة من الأدباء في مقالات صحفية ومنشورات وبحوث مختصة بالأدب الشعبي
وقد وافته المنية بتاريخ 2مارس 1992م رحمة الله تغشاه
نماذج من قصائده
ديوان الشاعر بديع بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.. واختيار نماذج معينة ليس بالأمر السهل كون ما يحتويه الديوان من الشعر الشعبي بجميع خصائصه الموضوعية والفنية فرائد جزال وكلمات تلامس شغاف القلب. والمتأمل لكل قصائد الديوان سيجد أن الشاعر عاش قضايا المجتمع العامة وأولاها اهتماما كبيرا وتحدث عنها بكل تفاصيلها ببراعة وإتقان.. وسأختار بإيجاز أبيات محدودة من بعض الصفحات
(الأدب والورع)
قال ابن الاعنوس ناموس النفوس القناعه
والموعظه والحكم
والتأنيه والتمسك بالأدب والشجاعه
والصبر عند الألم
وميزة الشعب في الطاعه وحب الوراعه
والعفو قبل الندم
وفي الزراعه وتعليم الحرف والصناعه
والتحليه بالقيم
ذي ما يراعي ولا يرعى حقوق الجماعه
يصبح وجوده عدم
يامن زرعتم حقول المنزله والجراعه
قيتان من ذي حكم
الرعويه والعمل في الارض ضد المجاعه
يقيك من كل هم
ياشعب ياذي بمجهودك شرخت اليراعه
واسويت منها قلم
تكونت من برايتها حروف الطباعه
والساريه والعلم
(المدرسة تصنع الطيار والدكتور)
وهو يتحدث عن ثورة 26سبتمبر
قال ابن ناصر جميع الناس في راحه
من بعدما الشعب جمهر واعلن الدستور
خرج من السجن يتمشى على الساحه
من بعدما كان في زنزانته محصور
ثورة بنا صادقه في شمس وضاحه
واوضاعنا مستقره طاب عهد النور
نصنع ونزرع وريح المجد نفاحه
مادام جد اليماني تبع المشهور
نستبدل القات بليمونه وتفاحه
ووادي الجنتين والمسك والكافور
يا صاحبي لا تظن الجد ممزاحه
ولا تصدق كلام التائه المغرور
ماوجدت النعمة الا بعد مصياحه
احنا وذي كان في حلق اليمن شنظور
قد الذهب في سواعد كل فلاحه
وبيتها منتزه والمانيه بلور
واولادها كالنجوم الزهر لماحه
يتلالأوا والصبايا من بنات الحور
والعلم مجان بسم الله مفتاحه
والمدرسه تصنع الطيار والدكتور
والعقل ما ينضج الا بعد لقاحه
ياشعب علم عيالك ماانتشي مخسور
(الوحدة)
قال اليمن كم صبر صبري وطال انتظاري
حتى لقيت الفرج
وحدة ودولة يمانيه توحد شعاري
ومن هرج له هرج
غنى ترابي من الفرحة ورنت حجاري
والنور من كل فج
بعد التشرذم بمقداري صنعت اعتباري
راقت جميع المهج
والشعب هلل وكبر وانتظم في مداري
حتى انصهر واندمج
في بعضه البعض متوحد على الدرب جاري
نحو الحقيقة نهج
يحمي ربوعه من انياب الوحوش الضواري
وفي يديه الحجج
(بدي من الرزق بعضه والشرف كله)
يا مستجيب الدعاء ياغافر الزله
اسدل حجابك على الناموس الانساني
أما من الرزق كُثره مثلما قله
يانفس لا تطمعي رزق الطمع فاني
مآحد من اهل الغنى با يسلم العله
ولا ولد له بمليونه عمر ثاني
بدي من الرزق بعضه والشرف كله
بصون عرضي تصان اعراض جيراني
اسلك طريق التقى في الحل والرحله
تحيا وعينك قريره بين الاجفاني
والحر لا يصحب الا الحر ذي مثله
وعشرة الحر تبقى طول الازماني

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق