الجمعة، 24 يونيو 2022

ديوان الشاعر عبدالله علي بن لحول

 ديوان بن لحول


وصلني الكتاب الموسوم ديوان بن لحول للشاعر عبد الله علي بن لحول المصعبي.

إعداد وتقديم الأستاذ/  عبدربه هشله  ناصر  الشخصية الاجتماعية المعروفة في محافظة شبوة وأحد أعلامها البارزين، وهو أيضاً باحث في الشعر والتراث الثقافي، وبجهود كبيرة ومتابعة مستمرة منه استطاع هذا الإصدار التاريخي أن يرى النور، ويكون في متناول القارئ. 


انتظرت وصول الكتاب بعد إعلان اصداره بشوق كبير لعلمي المسبق بما سيحتويه الكتاب من إبداع راق لشاعر بدأ مسيرته الشعرية من أواخر الخمسينيات حتى توفاه الأجل عام 2015م رحمة الله تغشاه.

وبمبادرة أخوية وصلني عبر الصديق الغالي/  عبدالرحمن اليوبي  . 


إطلالة على ديوان (بن لحول)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

الشعر ديوان العرب كما هي تسميته منذ القدم، وهو التعبير الأمثل عن المشاعر الإنسانية، وهو حديث النفس ولسان حال الشعوب والأداة المعبرة عن مشاعرهم وأفراحهم وأتراحهم، ويعتبر سجلاً لتاريخهم وعاداتهم وتقاليدهم بمختلف ألوانه وضروبه سواء كان فصيحا أو شعبيا.

وعند الحديث عن الشعر الشعبي  لا بد أن  نعود إلى الموطن الأساسي للإنسان، وهو البادية ذلك المكان الذي يعيش في وجدان الأحفاد بمآثر الأجداد وإن ابتعدوا عنه، والباديو هي التي تمثل العرب في صورتهم الأصلية، وهي كما يصفها أحد الأدباء هي "تلك الينبوع المتدفق الذي يرتوي منه كل ظامئ للحياة، وهي الرحب الخصب الذي ينبع منه الإبداع"، والشاعر المتمكن هو من يسخر موهبته وشاعريته للتعبير عن تفاصيل الحياة في الموطن الذي عاش فيه وشرب من معارفه ونشأ على تقاليده وسلوكه، والشاعر بن لحول وبلهجته البدويه استطاع وبجدارة أن أن يجعل  لكلماته صدى ومكانة في عموم الوطن وتعدا حدود الوطن أيضاً، لقد كانت أبياته سفيراً للبادية التي عاش بين أحضانها وتفتحت عيناه على وديانها وسهولها ومراعيها وسكانها وهو من ابناءها الأصليين، ورغم تنقله وهجرته إلا أن حنينه إليها لم ينقطع وملامحها لا تغيب عن باله وكذلك عاداتها وتقاليدها، ومن خلال أشعاره نجده دائما يحلق بمعانيه من سفوح الجبال العالية، ويتنقل بتعابيره بين الغصون العاطرة، ويرسل حروفه مع هبوب النسائم، ويطوف على غدران المياة، ويضاحك الظبى في مراعيها، ونختار لمحات من أشعاره ترجمة لما أشرنا إليه:


((١)) 


أنــــا عــادنــا بـــدوي ولــسـاع مـــا اتـرقـيـت

ولا عــــل مــــن عــنــده بــصــر بـــا يـرقـيـني

دخــلــت الـمـديـنـه لـلـتـرقـي وســيـنـا بــيــت

ولـــكــن طـــبــوع الــبــاديـه عــادهــا فــيـنـي

ولا فــــاد مــدخــال الـمـديـنـه ولــــو حـلـيـت

إذا مــــا حــصــل مــرشــد وقـــاري يـقـريـني

ولا لـــي بــهـا خــاطـر ولا وسـطـهـا اتـربـيـت

ولــكـن طـمـوح الـنـفس فــي الــرزق تـغـريني

فـــــي الــبــاديـة داري ولا غــيــرهـا حــبـيـت

ولا غــيــرهـا يــعـجـب فــــؤادي ويـرضـيـنـي

 

((٢)) 


يــــــا الله عـــلـــى دار الـــبــداوة بــالامــطـار

هـــلـــي عــلـيـهـم يـــــا ســـحــب بــالـمـطـاره

انــــا مــنـهـم بــــدوي ولــــي مــعـهـم اســـرار

وقــلــبــي مـــســـي دار الـــبـــوادي شـــعــاره


((٣)) 


يـقول لـحول شفت عادات العرب في الباديه

حــيــت بــنــا واسـتـقـبلتنا لـلـضـيافه راعــيـه

في خبت ما شاهدت فيه إلا المواشي ضاويه

واسـتـر حـالـي مــن مـنازلهم وشـفت الـعافيه

فـتـيانهم تـسـمر عـلى ضـوء الـنجوم الـساريه

نـسـمـاته الـعـاطـر تـغـذيـهم بـصـحـه شـافـيه

بـيـن الـغـنم والـبـل قـضـينا نــوم لـيله هـاديه

واصـواتها احـلى من مسجلنا وصوت الراديه


((٤)) 


يـقول ابـن لـحول خـاطري فـي الـمدينه ضاق

ولا لــــــي بـجـلـسـتـهـا مــحــبــه ولا فـــاقـــه

ولا لـــي هـــوى بـاهـل الـمـدينه ولا الاســواق

ولا عــنــد قــــارئ لا جــلــس قــلــب أوراقـــه

هــوى خـاطـري مــن حـيث مـا شـاهد الـبراق

وانـــا مـــن هـــواة الــبـر واعــجـب بـعـشـاقه

فـرّق فـي الـمدن وأهـل الـبوادي كـثير افـراق

تــقـولـه عــيـونـي ذي فــــي الــبــر مـشـتـاقـه


القصائد العاطفية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

لقد اشتهر الشاعر في هذا الجانب ولعل ذلك يعود لإنتشار القصايد التي تغنى بها بعض رموز الفن وابرزهم الفنان الكبير محمد أبونصار الذي تغنى بأجمل الحروف العاطفية للشاعر ووصلت إلى كل الأرجاء كون تلك الكلمات لا مست شغاف القلوب وعبرت عن مشاعر العشاق باسلوب راق وحصيف لا تكلف فيه ولا تصنع وهذا ما تميزت به أشعار بن لحول،

وقد استحوذ هذا الجانب في الكتاب المطبوع على النصف تقريباً وهو استحقاق منصف واختيار موفق.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إهداء للعريس الغالي عقيل المصري

 أهدي هذه الأبيات إلى شقيقي العزيز، الدكتور عقيل بن زيد المصري، بمناسبة اقتراب حفل زفافه.  في هذه المناسبة الثمينة التي تلامس شغاف القلب، تع...