الثلاثاء، 17 مايو 2022

زوامل تاريخية 2

 "أبيات ومواقف تاريخية"

من محافظة البيضاء 


كانت محافظة البيضاء يحكمها السلاطين الرصاص وغيره، ولم تكن تابعة للإستعمار البريطاني ولا لحكم الإمام يحيى. 


أثناء ذلك نشب خلاف أدى إلى حرب بين الحميقاني والرصاص ورجحت كفة الحميقاني مما تسبب في ذهاب الرصاص للأمام يحيى يطالبه بالتدخل ودعمه بجيش لإخضاع البيضاء فوافق الإمام وارسل جيش كبير بقيادة عبدالله الوزير.

-الرصاص هدفه ضرب الحميقاني واخضاع للبلاد له وعودة جيش الإمام. 

-والإمام هدفه إخضاع البيضاء لحكمه.


وقد أدرك الرصاص خطر جيش الإمام لكنه كان مظطر لذلك بسبب الخلاف مع الحميقاني وأيضاً مقتل اخيه وعن الموقف بشكل عام قال هذه الأبيات:   


قال الحِسِيْني قرن عاصي

بارق برق من تحت راسه 

لوما استوس[1] حَبّ الغِراره

ماكان فكينا رياسه[2] 


وقد كان جواب الحميقاني: 


قال الحميقاني قبيلي 

ماشي معي مرفع وطاسه

بادحق على ابطان الثعالب

والهيم بادحق فوق راسه


والحميقاني يلمح على إنه قبيلي وليس دوله لكنه سيتصدى لخصومه. 


وتأتي أبيات من جانب الرصاص:


ياقلعة البيضاء سلامي 

جبنا المرادي لبن مُرّهْ

من بعد أخي صالح بن أحمد

ما جرت الدنيا تجره


ويرد الحميقاني: 


يا ذي ذكرت اليوم صالح

شف قد نديده في مقره

الهيج لا جانا مقَوِّس[3] 

قد بايجي له من يطره 

ما عيره إلا خُلُف مثلك 

قد جاب له حَيّهْ تضره 


وقد حدثت معارك شرسه في ذي ناعم بين جيش الإمام وآل عمر بالاشتراك مع ناس من آل الحميقاني وكانت الغلبه لجيش الإمام وعند دخوله البيضاء ومن باب العتاب وجه الشاعر محمد صالح  الوهاشي  هذه الأبيات التالية للرصاص والوهاشي ليس من أطراف النزاع: 


حيا الله الليله تراحيب المطر 

حيا النمر ذي محن الدنيا محين 

جاب الطلب للكبد لما صابها 

وش بايداويها لما قد هي طحين


ويجوب الرصاص[4]: 


الله يحيي كل من حيا بنا 

ما اتقارحت لميال من سود الخزين 

الأرض سبتني وانا سبيتها 

ماشي حنق لا حد بكا من كل عين 


ومن ذكاء الحميقاني استطاع أن يتفق مع العوذلي والرصاص ايضاً لمواجهة جيش الإمام قائلاً للرصاص أن غرض الإمام هو إحتلال البيضاء ولن تكون بعد ذلك لا لك ولا لي، وقد عبر الحميقاني بأبيات عن ذلك: 


قال الحميقاني قبيلي

مد الشبك هي والمغاري

كم ذي نقطب وأي نخلل

شلوك ياذي ما أنت داري 


وبعد الإتفاق أفاد الرصاص أن له قدره على إخراج الوزير وجيش الإمام من البيضاء بمجرد أن يطلب منهم ذلك، وبالفعل طلب من عبدالله الوزير العودة إلى صنعاء لأنه لم يعد هناك داعي لبقاء الجيش في البيضاء. 

لكن الوزير رفض واتفق الرصاص والحميقاني والعوذلي على مواجهة جيش الإمام وهذا ما حدث بالفعل، وتم قطع الطرق وفرضوا حصار على الجيش الإمامي، ولم يخضع عبدالله الوزير رغم الوساطات التي كانت تحاول إقناعه بالخروج من البيضاء، وحدثت حروب طاحنه بين الطرفين حتى إن الأسرى كان يتم إعدامهم من الجانبين. 


وعندما علم الإمام يحيى بالحصار الذي فرض على عبدالله الوزير والجيش أضطر إلى تجهيز جيش كبير بقيادة علي بن محمد الشامي، وقد ذاع صيت الجيش القادم من صنعاء في كل انحاء المشرق والذي قال عنه أحد الشعراء في الزامل المشهور: 


يادرب ذي ناعم ويا حيد السماء

باتخبرك كم جو من القبله زيود 

سبعه وسبعين الف ذي عديتها 

من عسكر الشامي توطي يالحيود


وتحرك الجيش وفك الحصار ودخل مدينة البيضاء بعد مواجهة شرسه ومعارك ضاريه، وسيطر عليها وماحولها سيطرة كامله حتى بلاد العواذل، "وأوجد رعب حتى لدى الإنجليز مما دفعهم إلى ظرب المدن بالطائرات". 


وهدأت الأوضاع وتم تعيين عبدالله إسحاق عاملاً للبيضاء،وصالح بن ناجي الرويشان عاملاً للطفه.


وخلال هذه الفترة جرت عدة محاولات للرصاص لمواجهة جيش الإمام مما تسبب في تشجيع لبعض القبائل لمقاومة الرصاص وبعد ضعف سلطنته وسيطرة الإمام قال الرصاص ساخطاً: 


قال الحسيني ذي حلاله مسوره

يا ذا المصانع ذي بنوش اهلش لميش

والله بني دقش ودق اهلش معش

لا ما يطير المش ذي بين المشيش 


واستمرت الأحداث والمواقف ولنا عوده إلى محافظة البيضاء في جزء آخر. 


الهوامش

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

1- استوس: أي وقع فيه السوس. 

2- الرياسي: هو ما تربط به الغرارة من خيط أو غيره. 

3-مقوس: متكبر 

4- أيضاً ورد في بعض المصادر والمعلومات المتداوله على أن الأبيات: 

ياقلعة البيضاء وسوق الناصري

وانتي بامان الله يا بيضاء حسين

الأرض سبتني وانا سبيتها

ماشي حنق لاحد بكا من كل عين 


المصادر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

-صالح أحمد الحارثي: الزامل في الحرب والمناسبات

-علي علي الرويشان: شهادة من الريف 


#وليدبن_زيدالمصري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشاعر أحمد عمر مكرش

 #قصيدة_وشاعر  #الشاعر_أحمد_عمر_مكرش #مجلة_أقلام_عربية العدد (96) ديسمبر 2024م إعداد وليد المصري  الشاعر أحمد عمر مكرش، مواليد عام 1938م بقر...