الجمعة، 20 نوفمبر 2020

الشاعر سلطان الموسمي


 نفحات من الشعر الشعبي 23

مجلة اقلام عربية

وليد المصري 

لكل شاعر طريقته الخاصة في كتابة الشعر والتي من خلالها ينقل للقارىء أفكاره ورؤاه المختلفة بأسلوب يثبت قدرته الإبداعية في مخاطبة النفوس والقلوب وإيصال المعنى بأبهى صورة وأجمل شكل.


الشعر ليس وزناً وقافيةً فقط لكنه معنى تتحكم فيه روح الشاعر وعاطفته، والشاعر الحقيقي هو من يختلف عن أقرانه بتجديد قاموسه الشعري بكل وعي ونضج. 

وشاعرنا لهذا العدد من فئة الشباب؛ شاعر  وثيق الصلة بالإبداع والإجادة، يمتلك لغة شعرية راقية متجددة استطاع من خلالها أن يكون مختلفا في زمن التشابه ودائماً نجد نصوصه الشعرية واضحة المعالم تحمل هموم المجتمع وأفكاره وعاداته وتنقلها إلى القارىء في حدود انتشارها، وتحتفظ الذاكرة بأبياته.. مجرد الاطلاع عليها لما لها من قيمة وأهمية.


"الشاعر سلطان محمد الموسمي"

مواليد 1983م مديرية القفر محافظة إب 

من شعراء العصر المجيدين للشعر الشعبي بكافة ألوانه وأغراضه وفنونه وله حضوره الجماهيري الواسع في الوطن اليمني، 

له مساجلات متعددة مع مجموعة من رموز الشعر الشعبي وقصائد في مناسبات وطنية واجتماعية وشخصية جميعها ذات حضور بارز في ساحة الشعر والأدب، وله ديوان إلكتروني على صفحات منتدى المجلس اليمني بعنوان «رميان الكنيد» وهو المصدر الذي اعتمدنا عليه في موضوعنا هذا، وله أيضاً مشاركات في فعاليات ثقافية وإنسانية واجتماعية


"نماذج من قصائده"

في ذات ليله نامت احلامي على صدر السبات

والصبح في صدري خيوطه من خيوط العنكبوت

وعن كثّب لملمت نفسي تحت سقف الأمنيات

وحرفي الملهم مكبّل في زنازين السكوت

همست في سمع الصمم حاولت صنع المعجزات

والعمر يخلق موت والخلاّق وحده لا يموت

يا ليتها ما نامت احلامي وسابتـني ابات

احلم وصال (احلام) والرحلة تفسّرها الخبوت

دعجا، رشيقه، مرهفه لكنها غير البنات

فاقت محاسنها محاسن كل ستات البيوت

بقوّة الفولاذ كنت اجمع بها شمل الشتات

وفي خظّم البحر كنا نجتمع عنبر وحوت

غازلتها، داعبتها، علمتها معنى الثبات

ترشف من الماضي وتصنع من طعام اليوم قوت

في خدرها المفقود كنت اقتات بالعزه فتات

ومن نسيج الفقر كنت البس لها مقطب وكوت

وذات ليله راودتني بينما كنا فوات

وحينها كانت حياتي طعمها حنضل وتوت

استدرجتني في غيابي تاه بي سحر الشفات

وكلما لاحت لي الفرصه اعانقها تفوت


"مــــــا حـاجــتك"

حوار بين العيد السعيد والشاعر

جاني بهيم الليل يسري في عروق المنتصف

وخدي المبلول دمعه قبّلت خد الحروف

في داري المبني بصخر الفقر في راس الترف

والفخر بالفاقه وعز العز عيدان السقوف

كانت نجوم الليل حوله مثل حرّاس الشرف

سروبها ترسم حوافرها على حد السيوف

مدافن الحبّه ومخزان المعونه والسلف

وظله الوارف اريكه يستظّلوها الضيوف

قصه قصيره" سرمديه  سحرها ما له طرف

تحكي مكارم قوم عاشوا بالوفاء شم الأنوف

يا طارق الباب المطعّم بالتقشّف والنكّف

اني ارى  في كوكب الأنسانيه طيفك يطوف

ما حاجتك؟ في دار باب البحر,مصياف الصدف

من أنت قال الله عليك المستعان افتح وشوف

انا فرح عالم انا بسمه  على ثغر الشغف

انا سفير الصفح كفه صافحت كل الكفوف

وفي وصال اثنين همزة وصل بين المختطف

من بين بزرانه وخلانه ومن خدر الهنوف

انا فراغ العام يسترخي به اصحاب الحرف

وفي عيون الطفل نظره ما تساويها الوف


"امتحانات على طاولة الزمن"


الزمن مدرسه طلابها اشراف واطراف

مَن مِن الناس له في مشربه نبع صافي

طالما والمعادن منها اصناف واصناف

تنصهر من حرارتها قصيب المصافي

كل معدن وله في صفحة الجوده اوصاف

هكذا الناس والدنيا عليها العوافي

بعض من تعتلي به صهوة الخيل عساف

يا مسامر (وميض) النجم والنور طافي

البنادق لها رامي, وللسيف سياف

كيف تخدعني الطلقه وعيني مشافي؟


"نبي اليسر"


نبي اليُسر تبيان البلاغه نخلة الإسلام

سمو الآدميه  آدميه في تساميها

بساط النور سالت في بريقه بسمة الأيام

سليك العطف سيف المله السمحه وحاميها

تسابيح البريه توجتها حكمة العلام

رحيق الفجر موجه يحجب الدنيا تراميها

بكيتك في عيون الدهر دمعه . تلعن الرسام

ديآجير الضلاله ياعيوني لا تناميها

عيون الفجر عسعس ليلها والأمنيات ايتام

على بوابة المليار حاميها حراميها

شموخ الرحمة المهدآه تلهث تحتها الأقزام

تهاوت خلفها (أمة) تعربد في تعاميها

على صدر الورق تذرف لعذري مقلة الأقلام

ونفسي فيك يا خير الورى تطوي مراميها


"القدس"


مسافاتي سميكه والمساء في ساحلي عسعس

عصرني واختصرني في شفاه الريح شبّابه

نحيله شاحبه من فمها البركان يتنفس

وصبر الصمت في شطئان صدري غارس انيابه

بوجداني سكنت الموج واستسلمت للنورس

بلحظه صار فيها إبن آوى سيّد الغابه

سلبني قدسي المنسي وروح الورد والنرجس

حبسها في رحاب المسجد الأقصى ومحرابه

عقود القرن مكفوفه رزّيه  راسها دنقس

 جثثها منحنيه والمصلى فاتح ابوابه

وربي ماندبت القدس في قيفاني اتلمّس

سراب العذر مهما الذل عندي فاقد اعصابه

ولكن الحقيقه واضحه والمعتصم فلّس

محاصيله سرقها حارس الحاره وطلابه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشاعر أحمد عمر مكرش

 #قصيدة_وشاعر  #الشاعر_أحمد_عمر_مكرش #مجلة_أقلام_عربية العدد (96) ديسمبر 2024م إعداد وليد المصري  الشاعر أحمد عمر مكرش، مواليد عام 1938م بقر...