نفحات من الشعر الشعبي11
مجلة اقلام عربية
نوفمبر 2019م
الشاعر عبدالعزيز القعشمي
نفحات من الشعر الشعبي11
الشعر هو لغة العاطفة وموسيقى الغناء وهو أيضاً غناء الروح، وكل هذا يؤكد على توأمة الشعر والغناء وارتباطهما ببعض، لأن كل واحد منهما يستدعي الآخر في تناغم الكلمة باللحن وفي كل المواقف المتداخلة بينهما..
وفي هذه النفحة سنتحدث عن شاعر جمع بينهما بأسلوب راق ومشاعر صادقة وصوت عذب
الشاعر عبدالعزيز علي القعشمي
-من مواليد عام 1950م في مديرية الحدأ محافظة ذمار(1)، وقبيلة الحدأ من أشهر القبائل اليمنية عراقة وأصالة، وهي موطن للأدب والشعر ومنها خرج الأديب العربي الكبير الأستاذ عبدالله البردوني.
-من رموز وأعلام الشعر الشعبي اليمني.
-كان عضو الهيئة الاستشارية العليا لجمعية شعراء اليمن الشعبيين.
-له مشاركات متعددة في فعاليات أدبية وثقافية في مناسبات وطنية بثها التلفزيون اليمني.
-كان أحد الشخصيات الاجتماعية البارزة في محافظة ذمار.
-كان فنانا رائعا، يملك موهبة صوتية متفردة أجاد من خلالها التغني بقصائده الشعبية الهادفة التي كان يتشوق لها جمهور الشعر، ويستعذب غناءها، وغنى ايضاً لرموز الشعر الشعبي في ذلك الوقت امثال محمد ناصر صبر، ومحمد الهروجي، وحسين القاضي وغيرهم. وكان يتفاعل مع كل الشعراء ويشجع المواهب الصاعدة
-زادت شهرته بسبب صدق ما ينقله للسامع، فكان الجمهور يعايش القصيدة، ويتعايش معها وهي مغناه بصوته؛ كأنها بلسان كل مواطن يمني، فيشعر المستمع أنها كتبت له ومن أجله، وعبرت عنه.
-أكثر القصائد انتشاراً وخلودا إلى حاضرنا اليوم وباقية للمستقبل كانت التي تعبر عن القيم الإنسانية وصون العلاقات ونبذ الخلافات ومحاربة العادات الدخيلة على المجتمع.
وقد كان لتسجيلات الكوماني التاريخية دور كبير في إيصال صوت الشاعر وقصائده هو وغيره كثير من المبدعين لجمهور الشعر من خلال الإصدارات الفنية المتواصلة، ولازالت هذه الإصدارات محفوظة لليوم حسب تسلسلها وأرقامها التي تأرشفت بها، وتمتلك تسجيلات الكوماني أرشيفا متكاملا لكل القصائد التي تغنى بها رموز الفن وأبرزهم الشاعر القعشمي وغيره وهي محفوظة حتى اليوم وتولي التسجيلات هذا الجانب اهتماما خاصا بإشراف مباشر من الأستاذ محمد أحمد صلاح الكوماني.
وقد وافت الشاعر القعشمي المنية في 27 /7 / 2003 م
نماذج من قصائد الشاعر القعشمي
أغلب القصائد التي كتبها الشاعر كانت معانيها تحلق في سماء الوطن ترسم معاني الاحتفال بثورة سبتمر وأكتوبر ونوفمبر
( ما أعظم اليوم هذا وأجمله وأروعه )
بمناسبة حلول العيد الرابع والعشرين لثورة 26 سبتمبر الخالدة .
أنشدت ذا القول وأنا أقول في مطلعه
من فكر لا يمكن الماده تغير طباعه
حيا بتسعه وتسعه وأربعه وأربعه
سته وعشرين ذي نور بلادي شعاعه
ما أعظم اليوم هذا وأجمله وأروعه
فيه أنتصر شعبنا الباسل بقوة ذراعه
فيه أشرق النور والظالم لقي مصرعه
على أيدي أبطال سبتمبر رموز الشجاعه
الى ان يقول في وصاياه التي تحدثت عنها القصيدة وهو يخاطب ابن اليمن
الاوله شق درب الحرية وإجزعه
وواقع الشعب في شتى المجالات راعه
والثانية ناصر التوحيد وإتوقعه
في ظل ميثاق مابش فرد يغلب جماعه
والثانية صون حقلك وأحرثه وأزرعه
وإحمه بلادك وشجع منتجات الصناعه
لا تعتمد شي على غيرك وتتضرعه
خل إعتمادك على نفسك تنال المناعه
ذي ما معه حق حق الناس ما ينفعه
إلا جهوده ومحصوله ولذة متاعه
مارد الثورة(2)
وفي نفس المناسبة وفي العيد الثاني عشر يقول :-
شَامخْ نُقمْ رحَّبْ بستمبر وبارك وافتخر
وكل قمة في بلادي رحبت ترحيب حار
باليوم ذي فيه استجاب الشعب لاحكام القدر
واعلن بدوره مارد مارد الثوره وفجرها بنار
حطم عروش الظلم والطغيانْ عدوان البشر
وكسر القيد المزمجر واشرقت شمس النهار
لله در الفكر ذي دبر وخطط وانتصر
وعاد للإنسان مجده بعد طول الانتظار
بلادي بلادي ياطموحي وغايتي(3)
قصيدة القاها الشاعر في مهرجان بمحافظة ذمار عام 1985م نختار منها
لعين السعيدة سعد قلبي وراحتي
اردد نشيد الشعر واطعم حلاوته
بلادي بلادي ياطموحي وغايتي
وآمال قلب القلب واسعد سعادته
لش الوعد مني والقسم ياحبيبتي
ومن ها هنا الجمهور يطرح شهادته
بإنك مفاهيمي وديني وملتي
اشاء الدهر والا واجهتني قساوته
يا أرض بلقيس
قصيدة في احدى المناسبات الوطنية في عام 1985م نختار منها
ياوحدة الشعب يالساني الناطق
ياكل حبي وآمالي واخلاقي
يا أرض بلقيس عاشق تربتك عاشق
يا منيت النفس يا قلبي ومعلاقي
انتي ضميري ومجرى دمي الرائق
وانتي حياتي مماتي مصدر ارزاقي
القصائد التي وصلتنا عبر عدة مصادر للشاعر كثيرة ومتعددة وجميعها دلت الدلالة الواضحة على رقي فكر الشاعر واهتمامه بالقضايا العامة للمجتمع والإنسان اليمني وعايشها بما جادت به قريحته بشعور صادق ورؤية صائبة لكل ما عبر عنه ونقله بأبياته الرائعة.
له في المساجلات مجال واسع يسع لعدة دواوين وكذلك الزوامل وأيضاً القصائد المتنوعة في أغراضها ومجموعة من الأهازيج الشعبية وكلها قد تجتمع في دواوين. وكم نتمنى أن نجد هذه الأعمال منشورة ومدونه بكتاب يضم جزءا من مسيرته الأدبية الحافلة بالعطاء.
الهوامش
ــــــــــــــــ
1- قصائد وبيانات خاصة بالشاعر وافانا بها ابن أخيه الأستاذ علي صالح القعشمي رئيس جمعية شعراء اليمن الشعبيين- ذمار
2-من كتاب الزامل في الحرب والمناسبات لـ صالح أحمد الحارثي -مطبعة الكاتب العربي.دمشق 1990م
3-من كتاب واحة الحدأ الجزء الثاني لـ عبدالرحمن محمد البخيتي صنعاء 2016م
مجلة اقلام عربية
نوفمبر 2019م
الشاعر عبدالعزيز القعشمي
نفحات من الشعر الشعبي11
الشعر هو لغة العاطفة وموسيقى الغناء وهو أيضاً غناء الروح، وكل هذا يؤكد على توأمة الشعر والغناء وارتباطهما ببعض، لأن كل واحد منهما يستدعي الآخر في تناغم الكلمة باللحن وفي كل المواقف المتداخلة بينهما..
وفي هذه النفحة سنتحدث عن شاعر جمع بينهما بأسلوب راق ومشاعر صادقة وصوت عذب
الشاعر عبدالعزيز علي القعشمي
-من مواليد عام 1950م في مديرية الحدأ محافظة ذمار(1)، وقبيلة الحدأ من أشهر القبائل اليمنية عراقة وأصالة، وهي موطن للأدب والشعر ومنها خرج الأديب العربي الكبير الأستاذ عبدالله البردوني.
-من رموز وأعلام الشعر الشعبي اليمني.
-كان عضو الهيئة الاستشارية العليا لجمعية شعراء اليمن الشعبيين.
-له مشاركات متعددة في فعاليات أدبية وثقافية في مناسبات وطنية بثها التلفزيون اليمني.
-كان أحد الشخصيات الاجتماعية البارزة في محافظة ذمار.
-كان فنانا رائعا، يملك موهبة صوتية متفردة أجاد من خلالها التغني بقصائده الشعبية الهادفة التي كان يتشوق لها جمهور الشعر، ويستعذب غناءها، وغنى ايضاً لرموز الشعر الشعبي في ذلك الوقت امثال محمد ناصر صبر، ومحمد الهروجي، وحسين القاضي وغيرهم. وكان يتفاعل مع كل الشعراء ويشجع المواهب الصاعدة
-زادت شهرته بسبب صدق ما ينقله للسامع، فكان الجمهور يعايش القصيدة، ويتعايش معها وهي مغناه بصوته؛ كأنها بلسان كل مواطن يمني، فيشعر المستمع أنها كتبت له ومن أجله، وعبرت عنه.
-أكثر القصائد انتشاراً وخلودا إلى حاضرنا اليوم وباقية للمستقبل كانت التي تعبر عن القيم الإنسانية وصون العلاقات ونبذ الخلافات ومحاربة العادات الدخيلة على المجتمع.
وقد كان لتسجيلات الكوماني التاريخية دور كبير في إيصال صوت الشاعر وقصائده هو وغيره كثير من المبدعين لجمهور الشعر من خلال الإصدارات الفنية المتواصلة، ولازالت هذه الإصدارات محفوظة لليوم حسب تسلسلها وأرقامها التي تأرشفت بها، وتمتلك تسجيلات الكوماني أرشيفا متكاملا لكل القصائد التي تغنى بها رموز الفن وأبرزهم الشاعر القعشمي وغيره وهي محفوظة حتى اليوم وتولي التسجيلات هذا الجانب اهتماما خاصا بإشراف مباشر من الأستاذ محمد أحمد صلاح الكوماني.
وقد وافت الشاعر القعشمي المنية في 27 /7 / 2003 م
نماذج من قصائد الشاعر القعشمي
أغلب القصائد التي كتبها الشاعر كانت معانيها تحلق في سماء الوطن ترسم معاني الاحتفال بثورة سبتمر وأكتوبر ونوفمبر
( ما أعظم اليوم هذا وأجمله وأروعه )
بمناسبة حلول العيد الرابع والعشرين لثورة 26 سبتمبر الخالدة .
أنشدت ذا القول وأنا أقول في مطلعه
من فكر لا يمكن الماده تغير طباعه
حيا بتسعه وتسعه وأربعه وأربعه
سته وعشرين ذي نور بلادي شعاعه
ما أعظم اليوم هذا وأجمله وأروعه
فيه أنتصر شعبنا الباسل بقوة ذراعه
فيه أشرق النور والظالم لقي مصرعه
على أيدي أبطال سبتمبر رموز الشجاعه
الى ان يقول في وصاياه التي تحدثت عنها القصيدة وهو يخاطب ابن اليمن
الاوله شق درب الحرية وإجزعه
وواقع الشعب في شتى المجالات راعه
والثانية ناصر التوحيد وإتوقعه
في ظل ميثاق مابش فرد يغلب جماعه
والثانية صون حقلك وأحرثه وأزرعه
وإحمه بلادك وشجع منتجات الصناعه
لا تعتمد شي على غيرك وتتضرعه
خل إعتمادك على نفسك تنال المناعه
ذي ما معه حق حق الناس ما ينفعه
إلا جهوده ومحصوله ولذة متاعه
مارد الثورة(2)
وفي نفس المناسبة وفي العيد الثاني عشر يقول :-
شَامخْ نُقمْ رحَّبْ بستمبر وبارك وافتخر
وكل قمة في بلادي رحبت ترحيب حار
باليوم ذي فيه استجاب الشعب لاحكام القدر
واعلن بدوره مارد مارد الثوره وفجرها بنار
حطم عروش الظلم والطغيانْ عدوان البشر
وكسر القيد المزمجر واشرقت شمس النهار
لله در الفكر ذي دبر وخطط وانتصر
وعاد للإنسان مجده بعد طول الانتظار
بلادي بلادي ياطموحي وغايتي(3)
قصيدة القاها الشاعر في مهرجان بمحافظة ذمار عام 1985م نختار منها
لعين السعيدة سعد قلبي وراحتي
اردد نشيد الشعر واطعم حلاوته
بلادي بلادي ياطموحي وغايتي
وآمال قلب القلب واسعد سعادته
لش الوعد مني والقسم ياحبيبتي
ومن ها هنا الجمهور يطرح شهادته
بإنك مفاهيمي وديني وملتي
اشاء الدهر والا واجهتني قساوته
يا أرض بلقيس
قصيدة في احدى المناسبات الوطنية في عام 1985م نختار منها
ياوحدة الشعب يالساني الناطق
ياكل حبي وآمالي واخلاقي
يا أرض بلقيس عاشق تربتك عاشق
يا منيت النفس يا قلبي ومعلاقي
انتي ضميري ومجرى دمي الرائق
وانتي حياتي مماتي مصدر ارزاقي
القصائد التي وصلتنا عبر عدة مصادر للشاعر كثيرة ومتعددة وجميعها دلت الدلالة الواضحة على رقي فكر الشاعر واهتمامه بالقضايا العامة للمجتمع والإنسان اليمني وعايشها بما جادت به قريحته بشعور صادق ورؤية صائبة لكل ما عبر عنه ونقله بأبياته الرائعة.
له في المساجلات مجال واسع يسع لعدة دواوين وكذلك الزوامل وأيضاً القصائد المتنوعة في أغراضها ومجموعة من الأهازيج الشعبية وكلها قد تجتمع في دواوين. وكم نتمنى أن نجد هذه الأعمال منشورة ومدونه بكتاب يضم جزءا من مسيرته الأدبية الحافلة بالعطاء.
الهوامش
ــــــــــــــــ
1- قصائد وبيانات خاصة بالشاعر وافانا بها ابن أخيه الأستاذ علي صالح القعشمي رئيس جمعية شعراء اليمن الشعبيين- ذمار
2-من كتاب الزامل في الحرب والمناسبات لـ صالح أحمد الحارثي -مطبعة الكاتب العربي.دمشق 1990م
3-من كتاب واحة الحدأ الجزء الثاني لـ عبدالرحمن محمد البخيتي صنعاء 2016م